كابول، لندن، كوبنهاغن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – قتل جنود من قوات الحلف الاطلسي (ناتو) رجلاً مسناً رفض مغادرة منزله، لدى تنفيذهم عملية تفتيش عن قادة حركة «طالبان» في منطقة شاكي ورداك (شرق)، وذلك اثر تلقيهم معلومات عن اتخاذ المتمردين المنطقة قاعدة خلفية لشن هجمات على العاصمة. وأورد بيان اصدره الحلف ان «على رغم توجيه الجنود طلبات متكررة باللغات الدارية والبشتونية والاوردية الى السكان بمغادرة منازلهم، لكن رجلاً مسناً لازم منزله، ما اضطرهم الى الرد عبر تصرف معادٍ ادى الى مقتله». وأعلن الحلف ان مسؤوليه سيلتقون مسؤولين محليين ويدفعون تعويضاً الى عائلة القتيل، علماً ان الخسائر في صفوف المدنيين تؤجج الجدل في افغانستان، ويستغلها بعض السياسيين وعناصر «طالبان» لزيادة الغضب الشعبي من وجود القوات الاجنبية في البلاد. واعتمد قائد القوات الاجنبية في افغانستان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال تغييرات تكتيكية لخفض الخسائر المدنية التي قدرت ب 2412 قتيلاً في 2009، سقط القسم الاكبر منهم خلال هجمات شنها عناصر طالبان كما تقول الاممالمتحدة. في المقابل، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي بريطاني في انفجار عبوة يدوية الصنع بولاية هلمند (جنوب)، ما رفع الى 31 عدد القتلى في صفوف الجنود البريطانيين في افغانستان منذ مطلع السنة، والى 276 عدد القتلى هؤلاء الجنود منذ نهاية العام 2001. وأوضحت الوزارة ان الجندي القتيل انتمى الى الكتيبة الثالثة «ذي رايفلز»، وشارك في دورية راجلة لدى انفجار عبوة يدوية الصنع في منطقة مرجه التي استهدفتها عملية «مشترك» بمشاركة 15 الف عنصر من قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني بدءاً من 13 شباط (فبراير) الماضي. الى ذلك، انتقد القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان الجنرال أندرو ماكي وزارة الدفاع في بلاده، ووصف استراتيجيتها بأنها «بعيدة من الواقع»، داعياً إلى إجراء مراجعة شاملة للعلاقة بين واضعي السياسات العسكرية والجنود على خط الجبهة. وقال لصحيفة «انديبندنت» إن «السياسيين البريطانيين فقدوا البصيرة حيال الحقائق على الأرض التي جعلت وزارة الدفاع البريطانية تكافح للتكيف مع واقع محاربة المسلحين في أفغانستان». وأضاف ماكي الذي قاد القوات البريطانية في هلمند لدى استعادتها بلدة موسى قلعة من أيدي «طالبان» قبل ان يترك منصبه العام الماضي، أن المعدات العسكرية لهذه القوات «تحسنت ولكن ليس بالسرعة الكافية». وانتقد فشل حكومة بلاده في توفير خدمات إعادة الاعمار الكافية في أفغانستان لكسب قلوب وعقول السكان. واعتبر أن أي سياسة تخرج من لندن أو واشنطن ستطلب في النهاية من الجنود مغادرة قواعد عملياتهم للتحدث إلى السكان أو الحكومة»، فيما رأى ان أول مراجعة من نوعها تجريها بريطانيا منذ 13 سنة لإستراتيجيتها الدفاعية بعد الانتخابات العامة المقررة هذه السنة «تمثل فرصة للتخلص من القيود التي فرضتها الحكومة على موازنة الدفاع، لأننا نواجه تحديات صعبة، ويجب ان نتخذ الخيارات الصحيحة». وفي سياق عملية مرجه، اعلن المقدم بريان كريستماس قائد قوات مشاة البحرية الاميركية (مارينز) في شمال مرجه، ان المتمردين «موجودون لكنهم يعمدون الى التخفي والتواري عن الانظار»، مشيراً الى ان القوات الاجنبية تنفذ عمليات تفتيش يومية تمتد طيلة ساعات النهار. وأضاف: «اذا مضى يوم من دون انفجار قنبلة يدوية الصنع، واطلاق نار من اسلحة اوتوماتيكية، ومضى الناس الى السوق، وعاد الجنود سالمين، فنعتبر هذا اليوم من اجمل الايام». وتشكل الالغام اليدوية الصنع التي زرعها متمردو «طالبان» الهاجس الاكبر لقوات «المارينز». وقد تكون مزروعة في كل مكان على طرق وقرب منازل. وتسمع بالاجمال يومياً اصداء خمسة انفجارات يعتبر القسم الاكبر منها «انفجارات مضبوطة» ينفذها الجنود. وأمس، وصلت وزيرة الخارجية الدنماركية لين اسبرسن الى كابول لمناقشة موضوع المشاركة العسكرية لبلادها في افغانستان مع الرئيس حميد كارزاي ومسؤولي الحلف الاطلسي. وتأتي الزيارة التي بقيت سرية حتى اللحظة لأسباب امنية وستضمن لقائها وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول والمندوب الخاص الجديد للامم المتحدة في افغانستان ستيفان دو ميستورا، بعد مناقشة استراتيجية القوات الدنماركية في افغانستان الاسبوع الماضي في البرلمان الدنماركي. ورفضت الحكومة الدنماركية اللييبرالية - المحافظة دعوات وجهتها معارضة وسط اليسار لتحديد موعد خروج قواتها من افغانستان، لكنها ابدت رغبتها في تسريع نقل المسؤولية عن الامن الى القوات الافغانية. وينتشر حوالى 750 جندياً دنماركياً في افغانستان معظمهم في ولاية هلمند (جنوب). وقتل 29 منهم منذ بداية انتشار القوات الدولية في افغانستان نهاية 2001. وتعتبر الدنمارك، نسبياً، البلد الذي مني بأكبر عدد من الخسائر.