استبقت الحكومة الاردنية انتهاء المهلة التي حددها المعلمون المضربون جنوب البلاد للاستجابة لمطالبهم، وأصدرت بيان تهدئة بعد وصول الازمة بين الطرفين الى طريق مسدود، دعا المعلمين الى العودة الى مدارسهم، واعدة ب «تفهم قضاياهم ومطالبهم المشروعة ... والنظر بجدية في كل ما من شأنه تحسين مستوى معيشة المعلمين وفق الامكانات المتاحة». وأملت الحكومة في بيانها من المعلمين المشاركين في الاعتصامات «ان يمارسوا أقصى درجات المسؤولية الوطنية والحرص على استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي». واعتبر البيان الذي صدر باسم مصدر مسؤول ان استمرار العملية التعليمية وعودتها الى طبيعتها «حق للطالب والمجتمع الأردني، ومن واجب المعلم ان يقف الى جانب طلابه مثلما من حقه العيش بكرامة واحترام، وأن يجد من الحكومة تفهماً لقضاياه المشروعة وبحثها ودراستها، وهو ما تقوم به وستواصل القيام به لقناعتها بمكانة المعلم ودوره الوطني». وقال مصدر حكومي ل «الحياة»: «نأمل في ان تصل رسالتنا الى المعلمين من اجل وقف الاعتصامات وفتح الحوار على مطالبهم المشروعة». وبدأ المعلمون فوراً مساء امس بعقد اجتماعات تشاورية ومناقشة بيان الحكومة وفرز لجان محلية لتمثيل المعلمين. وقالت مصادر مطلعة ان ثمة اتجاهاً ايجابياً للتعامل مع البيان ووقف الاعتصام، فيما قالت مصادر اخرى ان ثمة اتصالات بين المعلمين المعتصمين ووزراء في الحكومة الذين وعدوا بترتيب لقاء للجان الاضراب مع رئيس الحكومة سمير الرفاعي لمناقشة المطالب كافة. واستمر امس تعطل الدراسة في محافظات الجنوب (الكرك والطفيلة ومعان)، وامتنع المعلمون من دخول الصفوف الدراسية في غالبية مدارس الجنوب نتيجة عدم تنفيذ مطالبهم المتمثلة بتقديم وزير التربية والتعليم ابراهيم بدران اعتذاراً واضحاً وصريحاً على تصريحاته التي اعتبرت مسيئة للمعلمين، واستقالته من منصبه، اضافة الى موافقة الحكومة على إقامة نقابة للمعلمين، وصرف علاوات ال 5 في المئة التي تم إقرارها منذ سنوات. على صعيد آخر، بدأ اهالي الطلاب بالتذمر من تعطيل دراسة ابنائهم في الايام الخمسة الماضية، داعين الحكومة والمعلمين الى ايجاد حل او اقتصار اعتصامات المعلمين على ساعات ما بعد دوام المدارس حتى لا يتضرر الطلاب. وهاجم عدد من المعلمين في محافظة الطفيلة التصريحات الحكومية التي وردت على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال نبيل الشريف، والتي هدد فيها المعلمين «باتخاذ اقسى العقوبات الرادعة لمن يخالف نظام الخدمة المدنية». ولوّح المعلمون باستقالة جماعية ان لحق الضرر بأحدهم. وأقسم مئات المعلمين الذين تجمعوا أمام مديرية تربية الطفيلة منذ ساعات صباح أمس وسط المدينة وبصوت واحد على الاستمرار في الاعتصام إلى حين تحقيق مطالبهم.