كشفت دراسة حديثة أعدها باحثون في جامعة ولاية جورجيا ومركز «تشارلي نوروود» الطبي، أن تناول الحلويات والأطعمة الحلوة المذاق يقلل من تذكر الدماغ لوجبات الطعام التي تناولها الشخص في وقت سابق. وأوضحت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة «هيبوكامبوس» الالكترونية، أن الخلايا العصبية في القرن الصدغي للبطين الجانبي من الدماغ (قرن آمون) والمسؤول عن الذاكرة الموقتة أو العرضية تتأثر باستهلاك الجسم للحلويات. والذاكرة العرضية هي الذاكرة التي تسجل الاحداث التي يختبرها الشخص، والمتعلقة بالزمان والمكان. وأوضحت الدراسة أن الوجبة التي تحتوي على محليات تؤثر على الأعصاب أو على ما يدعى عملية "المطاوعة المشبكية" المرتبطة ببروتين «آرك» (Arc) الموجود في دماغ الفئران. والمطاوعة المشبكية هي عملية ضرورية لصنع الذكريات. وقال أستاذ علم الأعصاب في جامعة ولاية جورجيا، ماريز بيرنت: «نعتقد أن الذاكرة العرضية يمكن استخدامها للتحكم في سلوك الأكل». وأضاف: «اتخاذ قرارات مثل: لن آكل الآن، أو: تناولت وجبة إفطار كبيرة، تعتمد على ذاكرتنا عندما تناولنا الطعام». وتدعم هذه الدراسة دراسات سابقة أظهرت أن التعطيل الموقت للخلايا العصبية لقرن آمون في دماغ الفئران، بعد تناول وجبة محلاة، يتسبب في تناول الفئران مزيداً من الطعام بعد فترة قصيرة من تناول الوجبة الأولى. ويعد تذكر وجبات الطعام التي يتناولها الشخص مهماً للغاية للحفاظ على غذاء صحي ومتوازن. وأظهرت دراسة في لندن أن تعطيل ذاكرة الطعام لدى البشر من طريق مشاهدة التلفاز على سبيل المثال، يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام. وأظهر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة سوف يأكلون مرة أخرى إذا قدم اليهم الطعام، حتى وإن كانوا تناولوه للتو، لأنهم لا يملكون ذاكرة للوجبات. من جانب آخر، أشارت الدراسات إلى أن زيادة تناول الوجبات الخفيفة يرتبط ارتباطاً ايجابياً بالسمنة. فالأشخاص الأقل سمنة هم من يتناولون وجبات خفيفة بشكل متكرر. وكشفت البحوث على مدار ثلاثة عقود أن الأطفال والكبار الذين يأكلون وجبات خفيفة يومياً، يستهلكون سعرات حرارية أكثر، وغالباً ما تكون هذه الوجبات على شكل حلويات ومشروبات محلاة. وسيقوم الباحثون في المستقبل بتحديد ما إذا كانت الوجبات الغذائية التي تحتوي على بروتين ودهون وكربوهيدات لها تأثير مماثل على الذاكرة كتأثير الحلويات.