ارتفعت أسعار النفط أمس بفعل مخاوف جيوسياسية نتيجة الهجمات الدامية التي وقعت في باريس، لكن تخمة المعروض في الأسواق العالمية حدت من المكاسب. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» في عقود أقرب استحقاق، 34 سنتاً ليبلغ 44.81 دولار للبرميل، فيما ارتفع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 36 سنتاً إلى 41.10 دولار للبرميل. وأبدى مندوب خليجي لدى «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) اعتقاده بأن الأسعار قد تلقى بعض الدعم على المدى المتوسط نتيجة تصاعد التوترات، خصوصاً إذا تبنى المجتمع الدولي مزيداً من الخطوات للحد من عمليات تهريب النفط وضرب المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» المتطرف في سورية والعراق. لكن أسعار النفط والسلع الأخرى قد تتعرض لضغوط من جديد، نتيجة مخاوف من أن تؤدي الهجمات إلى تباطؤ أكبر في الاقتصاد العالمي. كما لا يزال الكثير من المحللين يعتقد أن الأسعار ستظل منخفضة بسبب وفرة المخزون وتباطؤ النمو الاقتصادي. وأفاد «بنك باركليز» في مذكرة بحثية بأن «حقيقة وصول مخزون الخام ومنتجاته إلى مستويات قياسية أمر يدعو إلى القلق». إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوفاك، أن بلاده تتوقع أن تضيق الفجوة بين العرض والطلب العالمي على النفط تدريجاً. وأضاف، متحدثاً إلى الصحافيين على هامش قمة «مجموعة العشرين»، أن التخلص من فائض المعروض في النصف الثاني من العام المقبل ممكن. وقال إنّ «أوبك» مستعدة لإجراء مشاورات مع روسيا بهدف تقويم الموقف في سوق النفط العالمية، ولكنه أوضح أن لا موقف مشتركاً داخل المنظمة تجاه خفض إنتاج النفط.