حذّرت الشرطة البريطانية أكثر من ألف و900 شخص، من وجود خطر على حياتهم خلال الأعوام الأربعة الماضية، من خلال إرسال خطابات تُعرف باسم «تحذيرات عثمان». وأظهرت بيانات 27 مركز شرطة بريطانية أنه تم إرسال ألف و948 تحذيراً، عن وجود خطر على الحياة، إلى رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 17 و74 عاماً، منذ العام 2012. ومن المُرجح أن يكون عدد التحذيرات أكثر بكثير من الأرقام المُعلنة، خصوصاً وأن بعض المراكز ترفض تقديم تفاصيل حول الأمر. ويُطلق اسم «تحذيرات عثمان» على خطاب من الشرطة يحوي معلومات عن تعرّض حياة شخص للخطر، ولكن من دون توافر أدلة كافية لتبرير اعتقال المعتدي المشتبه به. وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى رجل الأعمال علي عثمان الذي قتل بالرصاص العام 1988 في شرق لندن، على يد معلم يعمل في مدرسة ابنه أحمد. وتفيد معلومات بأن المعلم بول باغيت-لويس أصبح مهووساً بأحمد الذي كان عمره 14 عاماً في ذلك الوقت، وصرح للشرطة أنه يفكر في ارتكاب مجزرة. وفي آذار (مارس) 1988، سرق باغيت-لويس مسدساً وقتل عثمان، فيما أصاب أحمد بإصابات بليغة. وذكرت المحكمة في تقرير عن الحادثة أن باغيت لويس سأل الشرطة عندما اعتقلته «لماذا لم تمنعوني قبل أن أفعلها، على رغم أنني أعطيتكم كل المؤشرات المحذرة؟». وفي 1998، نجحت عائلة المجني عليهما في إقناع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن شرطة «ميتروبوليتان» اعتدت على حق عثمان في الحياة، لأنها كانت تمتلك الكافية للتعامل مع التهديد. وبسبب هذه القضية، طورت الشرطة آلية معقدة لتقييم خطر التهديدات على الحياة، نتج عنها ابتكار نظام «تحذيرات عثمان». وذكرت صحيفة «غارديان» أن بعض المراكز رفضت الإفصاح عن عدد التحذيرات التي أرسلتها، لأن استرجاع البيانات مكلف جداً بالنسبة إليها، فيما اعتبرت أخرى أن المعلومات قد تعرض أشخاصاً إلى الخطر، نسبة إلى قلة الحالات في تلك المنطقة. وقال لين غرادلي، الذي كان متورطاً في قضية أثارت جدلاً كبيراً قبل أربعة أعوام، إنه تلقى «تحذير عثمان» بعدما تعرض إلى تهديدات بالقتل. وأوضح أن «استلام خطاب من هذا النوع يجعلك أكثر حذراً وتيقظاً»، مشيراً إلى أن «التحذير كان مضيعة للزمن في حالتي، ولكنه قد لا يكون كذلك بالنسبة إلى أشخاص آخرين». وفي 2011 تسملت سيمون بينارجي «تحذير عثمان» يتعلق بخطيبها مالكوم ويبستر الذي ثبتت بعد ذلك إدانته بقتل زوجته الأولى في 1994، ومحاولة قتل زوجته الثانية بعد خمس سنوات من ذلك، قبل أن يرتبط بها. وقال الناطق باسم شرطة شمال ايرلندا إن «تحذيرات عثمان أثبتت فاعليتها في معظم الحالات»، مشيراً إلى أن «إرسال الخطاب إلى شخص معين، قد تصاحبه خطوات أخرى من الشرطة لحمايته والتعامل مع عوامل أخرى للموقف». وتابع أن «توفير الحماية يتطلب تعاون الشخص المهدد، وتختلف استجابة الشرطة للموقف حسب الحالة»، لكنه رفض إعطاء أمثلة عن مواقف سابقة، حماية للأفراد المتورطين فيها.