أظهرت نتائج دراسة نشرها مركز «بيو» للأبحاث أن الأسر الأميركية التي يعمل فيها الزوجان بدوام كامل يكون تقاسم الأعمال المنزلية بينهما أفضل من تلك التي تكون فيها الأم عاملة بدوام جزئي أو ربة منزل، لكن مسؤولية الأطفال تبقى عموماً منوطة بالأم بشكل أكبر. وتأتي الدراسة في ظل ارتفاع نسبة الأمهات العاملات أخيراً، وانخفاض نسبة ربات المنازل من 46 في المئة في 1970 إلى 26 في المئة في 2015، في حين ارتفعت نسبة الأزواج العاملين بدوام كامل من 31 في المئة من العام نفسه إلى 46 في المئة في عامنا الحالي، الأمر الذي ساهم في رفع متوسط دخلهم السنوي إلى نحو 103 آلاف دولار مقارنة ب 84 ألفاً في حال عمل الأم الجزئي و55 ألفاً في حال كانت لا تعمل. وأجريت هذه الدراسة على عينة تشمل 1807 أب وأم ممن لديهم أطفال تحت سن ال18 عاماً، خلال الفترة الممتدة من 15 أيلول (سبتمبر) وحتى 13 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، وسلطت الضوء على توزيع الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال بين الزوجين وقدرتهما على التوفيق بين هذه المهام وبين الوظيفة، ومدى تأثير التربية على تقدم في مهنهم والتطور فيها. وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف الأزواج الذين يعملون بدوام كامل يشاركون زوجاتهم الأعمال المنزلية وتربية الأطفال واللعب معهم بواقع 59 و61 و64 في المئة على الترتيب. وفي الأسر التي يعمل فيها الوالدان بدوام كامل، يقول 62 في المئة من الآباء والأمهات أن اهتمامهم بمسؤوليات المنزل متساو، بينما قال 22 في المئة أن الأب أكثر تركيزاً في العمل، وأقر 15 في المئة بأن جهود الأم هي الأكبر في هذا الشأن، لكن الفرق عموماً قليل جداً. أما في حال الأسر التي يعمل فيها الأب بدوام كامل والأم بداوم جزئي، فإن 63 في المئة يرون أن الوالد أكثر اهتماماً بالعمل، بينما 32 في المئة صوتوا لتساوي التركيز على العمل بين الأب والأم، في حين أخذت الأم أربعة في المئة فقط، وهي نتيجة متوقعة بعض الشيء لأن الدوام الكامل يستهلك وقتاً طويلاً من اليوم على حساب أمور أخرى. ومن أبرز نتائج الدراسة أن 56 في المئة من الأزواج الذين لا تتعدى أعمار أطفالهم 18 عاماً، يجدون صعوبة في التوفيق بين العمل وشؤون المنزل، بواقع 42 في المئة يرونه صعباً و14 في المئة يرونه صعباً للغاية. وذكر التقرير أن تسعة في المئة من الأهالي يعتبرون أن تربية الأبناء أمر مجهد في كل الأوقات، فيما أفاد الجزء الأكبر منهم أن التربية مجهدة في معظم الوقت أو كله. وتقول أم عاملة من بين كل خمسة إن موازنة العمل بدوام كامل والمنزل يمثل تحدياً صعباً للغاية لها، مقارنة ب 12 في المئة من الآباء الذين يعملون بدوام كامل و11 في المئة من الأمهات اللاتي يعملن بدوام جزئي. ورصدت الدراسة عوامل عدة مرتبطة بتحقيق التوازن بين العمل ومسؤوليات المنزل والأطفال، مثل العرق ومستوى التعليم، مشيرة إلى أن 70 في المئة من الأمهات و61 في المئة من الآباء الحاصلين على شهادات جامعية يجدون موازنة مسؤوليات العمل مع المنزل أمراً صعباً أو غاية في الصعوبة، في مقابل 52 في المئة من الأمهات و47 في المئة من الآباء الذين لم ينالوا شهادات تعليمية. وتناولت الدراسة أيضاً تأثير الأمومة والأبوة السلبي على التطور في العمل، موضحة أن 30 في المئة من الأزواج يؤكدون هذا التأثير، في مقابل 10 في المئة يرون العكس، و59 في المئة لا يرون أن تربية الأبناء لها تأثير على العمل. لكن التقرير أوضح أن النسبة الأكبر من الأهالي التي تتأثر وظائفهم بالتربية هن الأمهات، بنسبة 41 في المئة، مقارنة ب20 في المئة فقط من للآباء. ويستهلك العمل داخل المنزل وخارجه أكثر من نصف اليوم بالنسبة للأب والأم على حد سواء، ما يجعلهما في عجلة معظم الوقت، ولا يقضيان الوقت الكافي مع الأطفال. وقال نحو 86 في المئة من الأمهات، بواقع ثماني من عشر نساء، و81 في المئة من الآباء انهم على عجلة في بعض الأحيان، بينما ذكرت أربع من أصل عشر نساء عاملات بدوام كامل أنهن يشعرن بالعجلة الدائمة التي تمنعهن من تخصيص الوقت الكافي لأطفالهن والاهتمام بمواهبهم وأنشطتهم وتنميتها، في مقابل 10 في المئة يرين عكس ذلك. أما الأمهات العاملات بدوام جزئي أو غير عاملات، فتظهر الدراسة أن ثلاث من أصل عشر نساء من الفئتين، أي ما نسبته 29 في المئة، يعتبرن أنهن على عجلة دائمةً، في مقابل 61 و49 في المئة على التوالي يشعرن بذلك أحياناً. وأشار 48 في المئة من الآباء و 58 في المئة من الأمهات إلى أنهم يقضون الوقت الكافي مع أبنائهم، في مقابل 50 و 35 في المئة على التوالي يرون أن الوقت الذي يمنحونه لأبنائهم بسيط جداً وغير كاف.