توصّل حلاق بريطاني إلى طريقة لقصّ شعر طفل مصاب بمرض التوحّد يخاف من الجلوس على كرسي الحلاقة، من خلال الاستلقاء على الأرض قرب الطفل وقصّ شعره من دون أن يشعره بذلك. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن الطفل مايسون الذي يبلغ من العمر أربعة سنوات ويعاني من مرض التوحّد، جاء إلى صالون الحلاقة برفقة والدته دنين ديفيس، التي عانت لمدة عامين ونصف العام لإقناع طفلها بقصة شعر جيدة. وقالت ديفيس أنها اصطحبت مايسون إلى الحلاق جيمس ويليام (26 سنة)، الذي اشتهر بمعاملته الجيدة مع الأطفال في الحلاقة. وأثناء جلوس الطفل على الأرض وهو يلهو بهاتف والدته، استغلّ ويليام الفرصة واستلقى بجانبه، ثم بدأ بقصّ شعره. وأوضح ويليام أن «الأمر كان صعباً، لكنني حاولت التركيز على سعادة مايسون حتى لا يغضب، لذا حينما وجدته مستريحاً على الأرض، فكرت أنه لا مانع من الحلاقة في هذه الوضعية، واستلقيت وبدأت في قص شعره»، مضيفاً أنه «منذ أن بدأت في قص شعر جيمي، نظرت الى ديفيس ورأيتها متفاجئة، لكنها كانت سعيدة جداً». وعبّرت والدة الطفل عن دهشتها، قائلة: «لا أصدق ما فعله ويليام، معظم الحلاقين يتعجلون الحلاقة ليبدأوا مع الزبون التالي حتى لا يخسروا مزيداً من المال، لكنه لم يهتم بذلك ومنح وقته لمساعدة مايسون». وأضافت أن «الناس لا يدركون صعوبة التعامل مع طفل مصاب باضطراب التوحد، وقيمة ما قام به ويليام مع طفلي، بخاصة أن مايسون يصاب بالتوتر والغضب أثناء الحلاقة»، متابعة أن «هذه كانت المرة الأولى التي ينال فيها مايسون قصة شعر جيدة منذ أن كان عمره 18 شهراً». وأشارت إلى أن ابنها عانق الحلاق وقبّله بعدما انتهى من عمله. ونالت صور ويليام ومايسون وهما مستلقيان على الأرض، إعجاب أكثر من 24 ألف شخص و أربعة آلاف مشاركة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وكتبت جامايكا جولز: «بصفتي والدة طفل مصاب بالتوحد، أود أن أحيي هذا الرجل. إن من يبذلون جهداً إضافياً من أجل طفل يعاني من ظروف صحية واجتماعية صعبة، هم الذين يحدثون تغييراً في العالم»، وقال بريزي: «دعونا من ناشطي حقوق الإنسان والمتظاهرين السياسيين... إنهم أمثال جيمس الذين يجعلون العالم مكاناً أفضل».