شكا مواطن مستشفى النساء والولادة والأطفال في المدينةالمنورة إلى وزارة الصحة، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، متهماً إياه بالتسبب في تدهور صحة ابنه «نمر» (ثلاث سنوات)، ما أدى إلى وفاته. وأوضح المواطن حاتم الرويثي ل«الحياة» أنه جرى نقل ابنه من مرفق صحي حكومي إلى مستشفى النساء والولادة في السابع من شهر ربيع الأول الماضي من طريق سيارة إسعاف، على خلفية معاناته من التهاب في الصدر، وارتفاع في درجة الحرارة، مشيراً إلى أنهم وضعوا الطفل في سرير صغير أشبه ب «الحضانة»، بعد أن عجزوا عن توفير سرير شاغر له في «طوارئ المستشفى». وأفاد الرويثي أن درجة حرارة ابنه بدأت ترتفع شيئاً فشيئاً، حتى اكتشفت والدته أن «الدفاية» في الحضانة كانت في وضع التشغيل، موضحاً أنها أخطرت الممرضة بذلك، وعملت الأخيرة على إيقافها. وقال الشاكي: «شك الأطباء في أن يكون ابني مصاباً بأنفلونزا الخنازير، وزوّدوه بالأدوية لمدة ثلاثة أيام، إلى أن ظهرت نتيجة التحليل تؤكد سلامة صغيري»، مفيداً أنه علم بعد أيام عدة أن ابنه أصيب بأنفلونزا الخنازير «بسبب تنويمه قرب طفل آخر مصاب بالمرض». وزاد: «تدهورت صحة ابني، وتبيّنت حاجة نمر إلى نقل الدم، وأخبرني الطبيب أن فصيلة الدم المناسبة له لا تتوافر في المستشفى، وطلب مني التوقيع على إقرار نقل دم لا يناسب ابني وأن أتحمل المسؤولية وعواقبها»، لافتاً إلى أن المستشفى رفض طلبه تحويل صغيره إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض أو تزويده بفصيلة الدم التي تناسبه، «بدعوى أن حاله الصحية لا تسمح بنقله وأنهم لا يستطيعون طلب الدم له». وتابع: «وبعد أن وفروا لابني سريراً هبط ضغطه، وأدخل العناية المركزة. وعندما حضرت إلى المستشفى وجدت ابني مخدراً بعد أن ركّبت أجهزة عدة عليه»، مشيراً إلى أنه عندما ذهب إلى الطبيب الاختصاصي في العناية المركزة وطلب منه فصيلة الدم التي تناسب الطفل، أو تحويله، رد عليه الطبيب ب «لم تمر علينا حال طبية مشابهة لحال نمر التي تمر علينا لأول مرة». وذكر الرويثي أن والدة نمر اكتشفت بعد يومين من دخوله العناية المركزة أنه لا يتبول بسبب تحجر البول، موضحاً أن الأم تبين لها أن الأطباء وضعوا قسطرة لابنها بطريقة خاطئة، «وأبلغت الممرضة وجرت معالجة المشكلة بوضع قسطرة بحجم أكبر وبدأ الطفل يتبول». وزاد: «تعرض ابني خلال تنويمه نحو شهر في المستشفى لجروح في الوجه والذقن، ومؤخرة الرأس واليدين والرجلين، وكان الأطباء خدّروه لمدة 13 يوماً وبعد إيقاف المخدر لم يفق إلى أن توفي»، بدوره، أكد المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في المدينةالمنورة سعيد الغامدي، أن مدير مستشفى النساء والولادة والأطفال أرسل لهم التقرير الخاص بالطفل المتوفى «نمر» بعد أن خاطبوه، مشيراً إلى أنه سيتم التحقيق بناء على التقرير الصادر، وبعدها ستشكل لجنة للنظر في الأمر والبت فيه.