حذّرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من خطورة الخطط الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس العربية الإسلامية وطمس معالمها وإزالة آثارها والعدوان على المساجد والمقدسات الإسلامية فيها، اضافة الى ما أعلن عنه من مشروع استيطاني جديد يضم 1600 وحدة سكنية داخل مدينة القدس. كما استنكرت تدشين كنيس «الخراب» الذي تم بناؤه في محيط المسجد الأقصى، في تجاوز واضح لقرارات الأممالمتحدة التي تمنع أي إحداثات في الأراضي المحتلة. وقالت الرابطة في بيان إنها تلقت «رسائل واتصالات من علماء الأمة ومسؤولي المراكز والمنظمات الإسلامية في العالم تطالب المجتمع الدولي وهيئاته بمنع إسرائيل من تهويد القدس والعدوان على المسجد الأقصى، ورفع الحصار وأنواع المظالم والمعاناة عن شعب فلسطين الذي يعيش داخل حصار إسرائيلي خانق ويتعرض الى ممارسات عدوانية متواصلة أدت إلى سفك الدماء وهدم البيوت وطرد الناس من دورهم، وكل ذلك يخالف نصوص القانون الدولي». وعما يجري في مدينة القدس، أكدت الرابطة ما أصدرته مجالسها ومؤتمراتها والمؤتمرات الإسلامية الرسمية والشعبية في شأن عروبة هذه المدينة وإسلاميتها وملكية المسلمين لها، وأحقيتهم في إدارة شؤونها، معربة عن إدانتها لإجراءات إسرائيل في تهويدها، وهي إجراءات مخالفة لقرارات المجتمع الدولي. وذكّرت الرابطة بقراري الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 253-254 اللذين أعلنت فيهما للعالم قلقها الشديد نتيجة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتغيير الوضع في مدينة القدس، واعتبرت هذه الإجراءات غير مشروعة، ودعت إسرائيل إلى إلغائها، والامتناع عن اتخاذ أي عمل من شأنه تغيير وضع القدس. كما ذكّرت بقرار مجلس الأمن الرقم 252 الذي أعلن أن الإجراءات التشريعية والإدارية والأعمال التي تقوم بها إسرائيل، بما فيها نزع ملكية الأراضي، والأملاك التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني للقدس، هي أعمال لاغية وباطلة. وفي ما يتعلق بالمسجد الأقصى، أوضحت الرابطة أن مسلمي العالم يتابعون بقلق شديد إجراءات إسرائيل التي تمس بهذا المسجد الذي يحتل مكانة كبيرة في نفوسهم، فهو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تُشد إليها الرحال، وهو المسجد الذي أسرى الله سبحانه وتعالى برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، إليه من المسجد الحرام، وفيه صلى إماماً بالرسل والأنبياء عليهم السلام. وطالبت الرابطة العالم المحب للسلام، بالعمل على وقف العبث الإسرائيلي بهذا المسجد وبغيره من المساجد في فلسطين، ومنها الحرم الإبراهيمي الذي قسّمته السلطات الإسرائيلية بين المسلمين واليهود، ثم ضمته مع مسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي. وأهابت بقادة الأمة المسلمة أن يبذلوا كل جهد ممكن لحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى من العدوان والتدنيس وإيذاء المصلين والاعتداء عليهم ومنعهم من أداء صلواتهم في مساجدهم. كما طالبت المنظمات الإسلامية، الرسمية منها والشعبية، بالتعاون في تنفيذ حملة إعلامية عالمية، لتعريف العالم بإجراءات إسرائيل المخالفة لنصوص القانون الدولي، والتعريف بالمظالم الشديدة التي يعاني منها شعب فلسطين تحت وطأة العدوان المستمر عليه.