على بعد 3 كيلومترات من ناحية السعدية، التابعة لقضاء خانقين ذات الغالبية الكردية الى اقصى شمال شرقي بعقوبة، تجمعت نسوة يندبن جثة بانت عليها آثار تعذيب، تم العثور عليها حديثاً. ويسود القلق بين سكان البلدة، التي اصبحت مكمناً للجثث المجهولة، بعد عودة ظاهرة إلقائها على الطرق الرئيسة او المبازل الزراعية من عودة النشاطات المسلحة في تزامن مع العثور على منشورات لتنظيمات متشددة تتوعد بتنفيذ «هجمات وقتل العملاء والمرتدين». ويقول سلمان الدهلكي، احد وجهاء البلدة التي يعتمد سكانها على الزراعة، ل «الحياة» ان «عودة ظاهرة الخطف وإلقاء الجثث المجهولة على قارعة الطرق او المبازل الزراعية بدأت تثير استياء المواطنين من اداء الاجهزة الأمنية اضافة الى عدم جديتها في توفير الحماية المطلوبة للنواحي والأقضية النائية». ويعتقد بعض السكان بضرورة «اطلاق حملة امنية وعدم الاكتفاء بالدوريات السيارة». ولاتزال محافظة ديالى ومدنها المعروفة بخليطها الطائفي تشهد هجمات مسلحة وعمليات خطف نادراً ما تعلن التنظيمات المرتبطة ب»القاعدة» مسؤوليتها عنها. ويؤكد مسؤول في مديرية شرطة بلدة السعدية، طلب عدم ذكر اسمه، ل»الحياة» ان «الفراغ الأمني الذي اعقب الحملات الأمنية المعروفة باسم بشائر الخير الأولى والثانية سمح بتشكيل عصابات متخصصة بالخطف للمساومة على الضحايا مادياً في وقت عاودت فيه خلايا المسلحين نشاطها مجدداً». لكن عضو المجلس البلدي محمود الأنصاري يؤكد ل «الحياة» حاجة البلدة لإجراءات امنية مماثلة لما يجرى حالياً في مناطق اخرى. ويبرر الأنصاري «ظاهرة الخطف والعثور على قتلى بالتوترات المرتبطة بالنزاع على الأراضي المختلف عليها بين الحكومة والأكراد والذي خلف ارباكاً في الوضع الأمني». وغالباً ما ينفذ المسلحون عمليات خطف مواطنين على الطرق العامة او عبر نصب نقاط تفتيش وهمية بغرض ابتزاز عائلاتهم مادياً او قتلهم لأسباب طائفية او مرتبطة بعملهم الحكومي. ويؤكد مسؤول امني في قيادة شرطة ديالى ان «سبب تدني نسبة الخطف او العثور على الجثث المجهولة في بعقوبة مركز محافظة ديالى، هو هروب المسلحين الى الأقضية والنواحي التي اصبحت معقلاً لتلك المجموعات مرة أخرى».