تمّ التعرّف أمس إلى جثة فرنسي معروف لدى أجهزة الاستخبارات (من بصمات أصابعه) له صلات بمتشددين إسلاميين، ويرجّح كثيراً أن يكون أحد منفّذي الهجوم على مسرح باتاكلان، وفق ما أفادت مصادر أمنية وقريبة من الملف، من دون أن تكشف هويته، لافتة إلى أنه ينتمي إلى ضاحية كوركورون (جنوب). كما عثر على جواز سفر سوري قرب جثة أحد منفّذي اعتداءات باريس ويجري التحقق منه، كما أفادت مصادر الشرطة أمس. وأوضح مصدر آخر أنه عثر على هذه الوثيقة، خلال عمليات استقصاء تلت المجزرة في مسرح باتاكلان، مشيراً إلى أن «الخيط السوري» هو إحدى فرضيات عمل المحققين الذين يتأكّدون من هذه العناصر بالتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية، لا سيما الأوروبية منها. كما أوردت وسائل إعلام فرنسية أن جواز سفر مصرياً عثر عليه قرب جثة الانتحاري الثاني في الموقع. وقال مصدر في الشرطة أمس أن الانتحاريين كانوا على ما يبدو رجالاً «متمرّسين، كما يتبيّن للوهلة الأولى ومدرّبين جيداً». وقد وصفهم شهود بأنهم «شبان واثقون من أنفسهم». كما أن مسألة تدريبهم واحتمال ذهابهم إلى منطقة جهاد خصوصاً إلى سورية، «سرعان ما فرضت» نفسها في التحقيقات. ولفت المصدر إلى أنها «معلومات أولية للتحقيق» لا تزال تحتاج إلى «تأكيد». «خيوط ألمانية» على صعيد آخر، قال رئيس مقاطعة بافاريا الألمانية هورست سيهوفر أمس أن هناك «سبباً للاعتقاد» بأن رجلاً اعتقل قبل أيام وفي حوزته أسلحة في جنوبألمانيا على صلة بالمهاجمين. وأعلن سيهوفر أمام مؤتمر لحزبه أن «هناك سبباً للاعتقاد بأن الأمر ربما مرتبط» بالاعتداءات. وأكّدت شرطة منطقة بافاريا الجنوبية عملية الاعتقال التي حصلت في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق السريعة، قائلة أنها عثرت على «أسلحة رشاشة ومسدسات ومتفجرات» في سيارة المشبوه. وعلى رغم ذلك، لم يؤكّد الناطق باسم الشرطة صلته بالهجمات التي شهدتها باريس. لكن سيهوفر يعتبر أن الاعتقال «يظهر كم هو مهم بالنسبة إلينا بعض الوضوح، حول من يتواجد في بلادنا ومن يعبر منها». وكرر دعوته إلى تعزيز عمليات التدقيق على الحدود الخارجية لأوروبا، كما على الحدود الوطنية لكل بلد. وأفاد موقع «فوكوس أونلاين» الإلكتروني بأن الرجل المعتقل من مونتنيغرو رفض التحدّث في السجن وتعيين محام للدفاع عنه. إلى ذلك، عززت شرطة برلين الأمن في العاصمة الألمانية أمس، مع وضع متاريس في محيط المباني الفرنسية، بما في ذلك السفارة. وقالت ناطقة باسم الشرطة: «أجرينا تعديلات على إجراءات الحماية خلال الليل» من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.