في حلقة جديدة من سلسلة من التشكيك بتقرير «اللجنة الدولية الحكومية عن التغيّر في المناخ» الذي حسم في شأن العلاقة بين اضطرابات البيئة والتلوث بعوادم الوقود الاحفوري، تبيّن أن تقرير تلك اللجنة عن أثر موجة الجفاف في 2005، لا تدعمه الوقائع. والمعلوم أن هذا التقرير أكّد أن غابات الأمازون تأثّرت بشدّة بموجة الجفاف التي سادت أميركا الجنوبية في 2005، في حين لم تتأثر غابات الأمازون لا سلبياً ولا إيجابياً بأثر من ذلك الجفاف. وأكّد تقرير علمي صدر أخيراً من جامعة بوسطن أن متابعة حال تلك الغابات في السنوات التي أعقبت موجة جفاف عام 2005، لم تظهر فارقاً في حالها عن السنوات التي سبقته. وشدّد أريندام سامانتا، الذي ترأس اللجنة العلمية التي توّلت الدراسة، أن الوقائع تثبت أن غابات الأمازون أكثر تأقلماً مع تغيّرات المناخ، مما اعتقده العلماء سابقاً. واستندت هذه الدراسة الى معلومات تراكمت خلال عشر سنوات، وجمعتها الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالتي «ناسا» للفضاء و «ناووا» المتخصصة في شؤون الغلاف الجوي والمحيطات. وبيّنت تلك المعلومات الواسعة أن حيوية غابات الأمازون ونضارتها، لم تتأثرا بأي متغيّر في المناخ خلال السنوات العشر الأخيرة. والمعلوم أن وكالتي «ناسا» و «ناووا» تتشاركان مبادرة واسعة لرقابة هواء الأرض ومائها ونباتاتها، تتضمن إرسال مجموعة من الأقمار الاصطناعية المتخصصة في رصد المناخ، وتُعرف باسم «مجموعة موديس» MODIS. ونُشرت دراسة علماء جامعة بوسطن في مجلة «رسائل الجيوفيزياء» المتخصصة ببحوث الجيولوجيا. وأشارت الدراسة الى أن معلوماتها تدحض زعم «اللجنة الحكومية الدولية عن التغيّر في المناخ» بأن غابات الأمازون تمكّنت من الاستمرار في الحياة، بعد جفاف عام 2005، بفضل زيادة أشعة الشمس بسبب سماء خالية من الغيوم رافقت ذلك الجفاف. وكذلك دحض علماء بوسطن مقولة شهيرة لتلك اللجنة عينها، مفادها أن أدنى انخفاض في منسوب الأمطار قد يقود الى ذواء 40 في المئة من غابات الأمازون, وتحوّلها الى سهوب سافانا واسعة، على نمط صحراء أفريقيا. وأكّدوا أن الوقائع التي أرسلتها الأقمار الاصطناعية على مدار عشر سنوات، تؤكد قوة التنوّع البيولوجي في تلك الغابات، وكذلك قدرتها على الصمود في وجه تقلّبات مناخية واسعة. وكذلك انتقد علماء جامعة بوسطن تقريراً صدر عن «الصندوق العالمي للحياة البريّة»، استندت إليه «اللجنة الحكومية الدولية عن التغيّر في المناخ»، ووصفته بأنه مملوء بالمعلومات المغلوطة، وأنه لا يستند الى وقائع مُدقّقة. لمعلومات أوسع في موقع «المركز الطبي لجامعة بوسطن» («بي أم سي. أورغ» bmc.org).