تجدد الخلاف أمس بين واشنطن وحلفائها من جهة وموسكووطهران من جهة ثانية، حول مصير الرئيس بشار الأسد عشية الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في فيينا اليوم، وذلك بعد يومين من المناقشات في ثلاث مجموعات عمل شارك فيها ممثلو عدد من الدول وتضمنت انقسامات إزاء تحديد «التنظيمات الإرهابية» والمعارضة «المشروعة»، إضافة إلى مقاطعة الوفد الروسي هذه الاجتماعات وانسحاب الوفد الإيراني منها. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه لم يطرح على الأسد مسألة تنحيه عن السلطة لأن روسيا «لا تمتلك الحق قانونياً أو أخلاقياً لمناقشة ذلك مع رئيس منتخب». وقال في مقابلة مع «إنترفاكس» ووكالة الأناضول التركية للأنباء، إن «سورية دولة ذات سيادة، والأسد رئيس منتخب من قبل الشعب، فهل لدينا حق مناقشة هذا الموضوع معه؟ طبعاً لا». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في خطاب عن سياسة أميركا إزاء سورية في «المعهد الدولي للسلام» في واشنطن: «لا يمكنني القول بعد ظهر اليوم، إننا قريبون من اتفاق شامل... رسالة أميركا للكل (المشاركين) هي أن علينا جميعاً مسؤولية عدم التشبّث بمواقفنا... بل علينا القيام بالخطوة التالية الى الأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء». وأكد أن «لا سلام ولا هزيمة لداعش طالما بقي الأسد في السلطة». وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في براغ أمس، أن على الأسد أن «يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سورية، لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين». وجاءت هذه المواقف عشية الاجتماع الوزاري في فيينا بمشاركة حوالى 20 دولة بهدف وضع الخطوط العريضة لمرحلة انتقالية في سورية، وذلك بعد اجتماع كبار الموظفين ليومين تحضيراً للقاء الوزاري. وكانت واشنطن وجهت الدعوة إلى دول مختارة للمشاركة في ثلاث مجموعات عمل، تتعلق اثنتان منها بالاتفاق على قائمة موحدة ل «الإرهابيين» والمعارضة «الشرعية» يوم الخميس، فيما تناولت الثالثة صباح أمس الممرات الإنسانية والحماية وسط توسيع مروحة الدول المدعوة. وعلم أن كبار الموظفين والخبراء كانوا ينتظرون وصول الوفد الروسي صباح الخميس، غير أنهم فوجئوا بأن موسكو قررت مقاطعة أعمال اللجان. وحصلت المفاجأة الثانية لدى انسحاب ممثل إيران الخميس على خلفية مطالبة بعض الدول بوضع برنامج ل «انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من سورية بما فيها فصائل شيعية موالية لإيران». في حين ظهر توتر آخر لدى دعوة الوفد الأميركي إلى غداء عمل للدول ذات التفكير الموحد واستبعد منه دولاً بينها روسيا. وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان سيرأس وفد إيران في الاجتماعات «بعد الإحباط الذي تشعر به إيران من تنسيق الولاياتالمتحدة مع دول إقليمية من دون التشاور مع الجانب الإيراني». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري إن إيران لا تسمح لنفسها بأن تكون متفرجة في اجتماع فيينا «وهي لن تشارك في الاجتماع بهذا الإطار». وأضاف أن شرط المشاركة هو رفض أي وصاية من أطراف خارجية علي الشعب السوري.