تعتبر إندونيسيا من أكثر المناطق عرضه للثورات البركانية والزلازل، إذ تحوي على 130 بركاناً نشطاً، لكن السكان اعتادوا على الأمر وتعايشوا معه. وتقع أندونيسيا ضمن نطاق «حزام النار»، كما تصفه «هيئة المسح الجيولوجي»الأميركية. ويضم الحزام الدول الأكثر تعرضاً للزلازل والبراكين على امتداد المحيط الهادئ وأوراسيا، بسبب التصدعات الناجمة من تشيلي إلى اليابان وجنوب شرقي آسيا، والصفائح التكتونية الأسترالية المسببة لموجات تسونامي. وأغلقت السلطات الأربعاء الماضي «مطار بالي»، وألغت مئات الرحلات الجوية، بسبب رماد نفثه بركان جبل رينجاني في جزيرة لومبوك مطلع الأسبوع الماضي، وقالت «وكالة الأرصاد الجوية» المحلية في بيان إنه «تم تسجيل هزات مستمرة، بسبب أنشطة بركانية، ولا يزال احتمال اندلاع أكثر من ثوران بركان مرتفعاً». من جهة أخرى، تسبب اندلاع بركان عنيف في جبل سينابونغ بتهجير حوالى 10 آلاف شخص غرب اندونيسيا، ولا يزال يقذف رماداً ساخناً وتتصاعد منه أعمدة كثيفة من الدخان الأسود. وصُنّف من قبل السلطات المعنية بأنه الأخطر في أوائل حزيران (يونيو) الماضي. يذكر أن البركان ثار في العام 2010، بعدما ظل خامداً قرابة أربعة قرون، وأصبح نشطاً على نحو متزايد، إذ قررت الحكومة إجراء ترحيل جماعي بعد أسابيع عدة من التحضيرات والتحذيرات. وتعاني البلد التي تعتمد على السياحة في غالبية الأحيان، من آثار سلبية على الاقتصاد بسبب الظواهر الطبيعية. إذ تسبب ثوران البركان بخسائر اقتصادية للبلاد بلغت قيمتها نحو100 مليون دولار العام 2013، إضافةً إلى أضرار في البنية التحتية والزراعة والسياحة، وتطمح الدولة لتعويض ذلك باستخدام مجال الطاقة الحرارية الأرضية النظيفة والمتجددة. وتم بناء أكثر من 45 محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية في بلدة ياوان. ويرى الخبراء أن أرض إندونيسيا تحتوي على نسبة 40 في المئة من احتياط الطاقة الحرارية الأرضية في العالم، أي 27 ألف ميغا واط. وتبدأ عملية توليد الطاقة بمد أنابيب تسحب البخار الساخن المنبعث من باطن الأرض حيث توجد حقول الحرارة الأرضية. ويتم توجيه البخار المندفع بكثافة نحو السطح في اتجاه محطات تنتج طاقة كهربائية. ويُضَخ البخار الذي ولد الطاقة الكهربائية من جديد إلى باطن الأرض عبر بئر تسمى بئر الحقن لتكون مصدراً مستقبلياً من الطاقة النظيفة. والجدير بالذكر أن بعض السكان المحليين يقدّسون الجبل، ويعتبرونه مقراً لأرواح غامضة، ويعتقد كثيرون أن صدور سحابة من الدخان على هيئة فروة الغنم من البركان، تعني قرب ثورته.