استمرت أجهزة الأمن المصرية أمس في اعتقال كوادر «الإخوان المسلمين» في المحافظات، مع اقتراب فتح باب الترشح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) المقرر إجراؤها في منتصف أيار (مايو) المقبل، ليصل عدد معتقلي الجماعة منذ بدء هذه الحملة إلى 342. واعتقلت الشرطة أمس 24 من كوادر «الإخوان» في محافظتي الشرقية والبحيرة في حملة دهم على منازلهم، ووجهت إليهم تهم «الانضمام إلى جماعة محظورة، ومحاولة نشر أفكار تلك الجماعة بما يخل بالأمن والسلم العام، وحيازة كتب ومطبوعات، والتجمهر ومقاومة السلطات». ويرى مراقبون أن الهدف من تشديد أجهزة الأمن قبضتها على «الإخوان» هو محاولة تقويض نشاطها في الشارع، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، لكن الجماعة أكدت أن حملات التوقيف لن تؤثر في نشاطها، وأن كوادرها جاهزون لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة، سواء انتخابات مجلس الشورى أو انتخاب أعضاء مجلس الشعب (الغرفة العليا في البرلمان) التي ستجرى في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وعلمت «الحياة» أن «الإخوان» يعكفون على درس الأسماء التي سيتم الدفع بها في الانتخابات المقبلة. وقالت مصادر في الجماعة ل «الحياة» إن «الإخوان يسعون إلى الدفع بعدد من عناصرهم غير المرصودين أمنياً، إلا أن مسألة شعبية هؤلاء الأعضاء داخل دوائرهم هي التي ستحدد الأعداد». وأشارت إلى أن «مرشحينا ربما لن يرفعوا شعارات الجماعة حتى لا تلفت النظر إليهم»، لكنهم «لن يتعدوا 15 مرشحاً» في انتخابات الشورى. وأكدت المصادر أن «الجماعة ستخوض استحقاق الشورى وهي تعلم أنها ستخرج منه صفر اليدين، لكن في الوقت نفسه ستعود المشاركة بالنفع على الجماعة من حيث زيادة شعبية أعضائها في الأوساط الجماهيرية تمهيداً للمعركة الأكثر أهمية»، في إشارة إلى انتخابات مجلس الشعب. وقال محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود ل «الحياة» إن أجهزة الأمن نفذت أمس «عملية دهم واسعة» استهدفت كوادر جماعته في محافظتي الشرقية والبحيرة (دلتا النيل)، واعتقلت 24 بينهم عدد من القيادات في المحافظتين والمحامين والأطباء المنتمين إلى «الإخوان». وأشار إلى أن «عدد محتجزي الإخوان في السجون وصل إلى 342، بينهم 5 من أعضاء مكتب الإرشاد يتقدمهم نائب المرشد الدكتور محمود عزت». وهاجم عضو مكتب إرشاد «الإخوان» الدكتور محمد مرسي حملات التصعيد الأخيرة، واعتبرها دليلاً على «ضعف النظام في مواجهة الإخوان». لكنه شدد في الوقت نفسه على أن جماعته «مستمرة في نشاطها السلمي، سواء على صعيد القضايا الشعبية في الداخل أو على صعيد مساندة المقاومة في فلسطين». وكانت الجماعة نظمت على مدى الأيام الماضية وقفات احتجاجية في المحافظات للتنديد بالممارسات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة. وأكد مرسي ل «الحياة» أن حملات الاعتقال يقابلها «مزيد من الثبات والحرص على المصلحة الوطنية... نتحمل الصعاب ولن نتحول عن مسيرتنا وتفاعلنا مع قضايا أمتنا».