يرفض عبد الرافع سوية المدرس في ثانوية «هجين» احدى المدارس النائية في ريف دير الزور (شمال شرقي سورية) منذ اكثر من خمس سنوات، العودة الى حياته المدنية وإلى اهله وأصدقائه في مدينة حمص (وسط البلاد)، على رغم انه وفقاً للقانون يحق له ذلك منذ سنوات لأنه يشعر ب «ان عطاءه له قيمة اكثر في هذه المدرسة التي تخدم سبع قرى مجاورة يقطنها 30 الف نسمة». وعبدالرافع سوية كان احد الأساتذة المئة الذين تم تكريمهم من قبل الرئيس السوري بشار الأسد والسيدة عقيلته مساء اول امس بمناسبة عيد المعلم. يدرس سوية الذي يعتبر التعليم مهمة انسانية سامية نحو 31 ساعة اسبوعياً اللغة الفرنسية التي اصبحت لغة اساسية الى جانب الإنكليزية. وقال الأسد خلال التكريم : «أنه تم اختيار معلمي أرياف المناطق النائية تحديداً لتكريمهم لأن هذه المناطق هي أكثر من يعاني في العملية التعليمية». وأكد أن «التركيز على المناطق النائية في موضوع التعليم سيبقى مستمراً»، مشيراً إلى أن المدرسين في أرياف المناطق النائية يواجهون تحديين: «الأول هو التحدي العام الذي تواجهه كل العملية التربوية في سورية والذي يتمثل بكيفية تعزيز الهوية الوطنية التي تتجسد بالثقافة والعادات والتقاليد والانتماء الوطني، ذلك ان جوهر العملية التربوية وجوهر التحدي الثقافي هو اللغة العربية التي هي حامل العادات والتقاليد والثقافة والتي نتحدث بها يجب أن تكون منطلق العملية التربوية ». وأضاف: «أما الثاني، هو التحدي الخاص المرتبط بالمناطق النائية ومعاناة المدرسين والأهالي ما قد يؤدي إلى تسرب نسبة كبيرة من الطلاب وهكذا تصبح مسؤولية المدرس في هذه المناطق مضاعفة». وتلقى العملية التعليمية اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة حيث تم اصدار مجموعة من المراسيم والقرارات التشجيعية التي تساهم في التطوير والحض على التفوق وكان بينها المرسوم 39 لعام 2008 الذي يمنح المدرسين في المناطق النائية زيادة نسبة 20 في المئة من الأجر الشهري للقادمين من خارج المحافظة و10 في المئة لأبناء المحافظة. قبلت وزارة التربية أخيراً نحو 6214 طالباً وطالبة للدراسة في كليات التربية بالجامعات شعبة معلم، علماً ان عدد الطلاب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بلغ في العام 2008 اكثر من خمسة ملايين طالب وعدد الهيئات التعليمية 325.5 هيئة و عدد المدارس 20695 مدرسة. وقال وزير التربية علي سعد أن المناهج الجديدة التي تم اختبارها في بعض المدارس أصبحت جاهزة للتعميم على كل مدارس القطر، حيث ستكون مناهج جديدة بكل موادها وقيمها المعرفية وبطرق تدريسها وبعض الإجراءات المتعلقة بالتدريس أيضاً».