أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أهمية العلاقات بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، وحرص السعودية على تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة. وقال في كلمة استهل بها القمة الرابعة لدول المجموعتين في الرياض أمس، «إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه عدد كبير من القضايا والمسائل الدولية». وأشاد بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية المؤيدة للقضايا العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية. وقال: «نتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية، ومكافحة الإرهاب، والتطرف، ونشر ثقافة السلام والحوار». (للمزيد) وأضاف الملك سلمان بن عبدالعزيز أن «فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع تدفق الاستثمارات ودعمها، وتبادل الخبرات، ونقل التقنية وتوطينها، والتعاون في المجالات كافة. مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005، ولا زالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد في هذا المجال، ولهذا فإننا ندعو إلى تأسيس مجالس لرجال الأعمال، والنظر في توقيع اتفاقات للتجارة الحرة، وتجنب الازدواج الضريبي، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها». وأعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة، عن ثقته بأن توافر الإرادة السياسية والأرضية المشتركة ستمهدان الطريق أمام هذا المنتدى للانطلاق نحو آفاق رحبة من التعاون. وذكر أن التطور الملموس للتبادل التجاري بين المجموعتين من ستة بلايين دولار في عام 2004 إلى أكثر من 33 بليوناً «هو انعكاس حقيقي للترابط بين الجانبين، ولا تزال هناك فرص لزيادة هذا التقارب». وأشار الرئيس المصري إلى أن المنطقة العربية تشهد تطورات «غير مسبوقة تتعرض خلالها كياناتها لتهديد حقيقي للعيش المشترك لشعوبها». وأضاف أن جماعات حاولت تغيير هوية بعض الدول العربية ومنها مصر، «إلا أن شعب مصر حسم أمره ومصيره برفضه هذه المحاولات». وحذر السيسي من أن المنطقة العربية تواجه خطر التفكك والانقسام. وأعرب عن تقديره لمواقف دول أميركا الجنوبية الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدسالشرقية طبقاً لحدود عام 1967، على أساس حل الدولتين. وقال إن ذلك سيسهم في تحقيق الاستقرار المأمول في الشرق الأوسط. وشدد الرئيس المصري على أن جهود مكافحة الإرهاب لن تؤتي ثمارها لو اقتصر التعامل على العوامل الأمنية، إذ يتطلب الأمر معالجة شاملة للأبعاد الاقتصادية والثقافية وتلبية حاجات الشباب. وذكر، في ختام كلمته، أن تحقيق الأمن والاستقرار أحد أولويات السياسة الخارجية لمصر لتسوية أزمات سورية وليبيا واليمن. وأكد المنسق الإقليمي لدول أميركا الجنوبية وزير خارجية البرازيل فيريرا أمام القمة أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين على رغم التباعد الجغرافي، وأن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدان العربية والأميركية الجنوبية. وقال: نرحب بالمهاجرين واللاجئين السوريين في بلداننا. ووصف الإرهاب بأنه «آفة يجب أن نعزز جهودنا وتعاوننا لمكافحتها».