أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 25)، الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً، في حضور ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الإمارات العربية المتحدة الفريق سيف بن زايد آل نهيان. واحتشد آلاف المواطنين مساء أمس في القاعة المخصصة لعرض أوبريت «إنت الوطن»، وأخذوا يرددون مع عدد من كبار الفنانين: «إنت الوطن تبقى حنون للي وفا واللي جحد». وكرّم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شخصية العام الثقافية الأديب الشاعر عبدالله بن دريس، الذي يعتبر قامة ثقافية أثرت الساحتين العربية والإسلامية شعراً وأدباً. وأقيم عصر أمس سباق الهجن ال36، وتنافس في الشوط الأول منه والذي خصص لهجن حيل وزمول لمسافة 19 كيلومتراً 300 متسابق من السعودية ودول الخليج العربي. وكانت المراكز الخمسة الأولى من نصيب الهجن، التي يملكها الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. وسلم خادم الحرمين الشريفين الجوائز للفائزين الخمسة الأوائل في السباق. كما تسلم الفائزان الأول والثاني هدايا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، سلمها لهما سيف بن زايد آل نهيان. وجال خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين على معرض الصور المقام بمناسبة مرور 25 عاماً على انطلاقة المهرجان، وشاهدا الصور التي جسدت نشاطات المهرجان منذ انطلاقته. من جهته، عبّر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي وصل الى الرياض أمس عن سعادته لحضور مهرجان الجنادرية. وقال: «المهرجان لم يعد حدثاً مقتصراً على المملكة العربية السعودية وحدها بل اكتسب أبعاداً خليجية وعربية ودولية بتواصله واستمراره عاماً بعد عام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واهتمام كبار العلماء والمثقفين والفنانين السعوديين، والتفاف الشعب السعودي حول هذا المهرجان النابع من تراثه وأرضه وتاريخه المجيد وثقافته الإسلامية السمحة». وأضاف أن فعاليات مهرجان الجنادرية عبر تاريخه سجل وجسد قيماً نبيلةً محركة لأفئدة العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء. وتابع: «ونلتقي اليوم مع الأشقاء والاخوة حول هذه القيم السامية التي نسعى جميعاً يداً بيد من أجل تعزيزها لمصلحة شعوبنا الشقيقة وأمتنا العربية والإسلامية والمجتمع الإنساني الذي تمثل حضارتنا المتنورة والشامخة جزءاً لا يتجزأ من تراثه الجامع». ونوه الملك حمد بن عيسى ب «الإنجازات التي حققتها السعودية لتوحيد الصف العربي وبشجاعة التوجه نحو السلام العادل والشامل من خلال المبادرة العربية التي أجمع عليها القادة العرب خروجاً بشعوبنا العربية الشقيقة وشعوب المنطقة جمعاء من دوامة الصراع العقيم الذي أضر بالمنطقة وتجاوزه الى المجتمع الدولي». إلى ذلك، أعرب وزير الثقافة والإعلام الفرنسي فريدريك ميتيران، عن شكر بلاده لخادم الحرمين الشريفين لاختيار فرنسا ضيف شرف في مهرجان «الجنادرية 25». وقال في كلمة خلال حضوره حفلة افتتاح المهرجان أمس: «جئت لأقدم إليكم، باسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تحية فرنسا، ولأعرب لكم عن عرفاننا وامتناننا للاهتمام الخاص الذي أوليتموه لبلدنا وتوجيهكم الدعوة له ليكون في هذا العام ضيف الشرف في أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها السعودية». وأضاف أن «فرنسا بتلبيتها الدعوة أرادت أن تعبّر عن تقديرها لقناعاتكم الراسخة لمصلحة الحوار بين الشعوب والأديان والحضارات، وتستجيب لرغبة قديمة وأسطورية لدى العالم العربي في التعرف على عوالم جديدة عبر الفيافي والبحار، أضف إلى ذلك أحلام رجال الصحراء وتطلعاتهم التي جعلتهم، كما جعلت أبناء الشعب الفرنسي أيضاً، يتطلعون إلى ما وراء الأفق، نحو النجوم، سعياً وراء قدر يرفع من شأنهم». وأشار إلى عمق العلاقات التي تجمع البلدين، مشيراً إلى اللقاء الذي جمع الجنرال ديغول والملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1967 في وقت تخلت فيه فرنسا عن أحلام الإمبراطورية، مضيفاً أن الرئيس ساركوزي أراد بزيارته السعودية 3 مرات منذ عام 2007 ليس فقط المضي في هذه السياسة الفرنسية قدماً إلى الأمام، بل أن يجددها ويعززها بتوقيع ما لا يقل عن 53 اتفاق تعاون جامعي وعلمي. وأثنى على مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان: «دعوتم المؤمنين للبحث في رسالة الأديان السماوية وعما يقرب بين الناس وليس عما يفرق بينهم، وأن ينظر كل منهم إلى قناعات الآخر نظرة مستنيرة تقوم على الاحترام، وأردتم أن تسهموا في تفتيح الأذهان لإدراك الصفة المرفوضة للعنف الذي إذا ما ارتكب باسم العقيدة يحط من شأن أولئك الذين يعتقدون أنهم يرفعون من شأنها».