وسّعت هيئة السوق المالية من مستوى الشفافية وخيارات المستثمرين في سوق المال السعودية، بإطلاقها ثاني سوق ثانوية بعد سوق السندات والصكوك وهي صناديق المؤشرات المتداولة أواخر الشهر الجاري. وستكون هذه السوق الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، والتي بدورها ستحرر الاستثمار في سوق الأسهم من قبضة الأفراد تدريجيا عبر تحويلهم نحو الاستثمار المؤسسي في تلك النوعية من الصناديق، بحسب خبراء. ويوضّح أخصائيون من هيئة السوق المالية وشركة تداول أن مهمة الصناديق الجديدة هي تحويل العمل الاستثماري في سوق الأسهم السعودية تدريجيا إلى عمل مؤسسي عبر توفير صناع سوق وسيولة لتلك المؤشرات تقوم بالاستثمار المؤسساتي، في سوق الأسهم. وأكدوا خلال ورشة عمل نظمت أمس في مقر شركة تداول وحضرها جمع من مديري الصناديق والإعلاميين، إن صانع السوق هو جهة مرخصة من قبل هيئة السوق المالية وظيفتها توفير السيولة لصناديق المؤشرات المتداولة، بحيث يتم توفير عروض مستمرة للشراء وبالتالي يستطيع المستثمر في أي وقت بيع أو شراء الوحدات. ويخضع صناع السوق الجدد إلى بعض الشروط التي تفرضها هيئة السوق المالية على الجهات المرخصة بتأدية هذه الخدمة بهدف ضبط وضمان الأداء. وصناديق المؤشرات المتداولة عبارة عن صناديق استثمارية مقسمة إلى وحدات متساوية يتم تداولها في سوق الأوراق المالية خلال فترات التداول. ووفق المشاركين في الورشة، فإن صناديق المؤشرات المتداولة كغيرها من الصناديق تتكون من سلة من أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية والقابلة للتداول، وتتميز بشكل رئيسي بشفافيتها حيث تتبع هذه الصناديق دائما حركة المؤشرات وتتطابق استثماراتها مع مكونات هذه المؤشرات. وظهرت صناديق المؤشرات المتداولة لأول مرة للأسواق العالمية في عام 1989 من خلال الأسواق الكندية ثم تبعتها الأسواق الأمريكية في عام 1993، ومنذ ذلك الوقت بدأت هذه الصناديق في النمو السريع حيث زادت قيمة صافي الأصول لصناديق المؤشرات المتداولة من 72 مليار دولار في العام 2001 إلى 700 مليار دولار بنهاية عام 2009 في الأسواق الأميركية وحدها. وتتميز صناديق المؤشرات المتداولة بالشفافية، إذ إنه بحكم أن صناديق المؤشرات المتداولة تتبع مؤشرات سوقية فإن من السهولة التعرف على استثمارات هذه الصناديق من حيث المحتوى ونسب الاستثمارات، ويلتزم مصدرو هذي الصناديق بنشر معلومات الإفصاح كاملة عن صناديقهم والمؤشرات التي تتبعها. كما تمتاز بالتقويم المستمر على يد مدير الصندوق خلال فترات التداول لقيمة الوحدة أو ما يعرف بالقيمة الإرشادية لصافي أصول الوحدة iNAV, إضافة إلى تقييم نهاية اليوم أو ما يعرف بصافي قيمة الأصول NAV. وتتميز وحدات صناديق المؤشرات المتداولة بسهولة التعامل معها حيث يستطيع المستثمر شراء أو بيع الوحدات مباشرة عن طريق سوق الصناديق وبشكل فوري وبطريقة شراء الأسهم نفسها.