انتشرت برامج حظر الإعلانات والنوافذ المنبثقة عنها على أجهزة الحاسوب الشخصية في الأعوام القليلة الماضية، لتتيح لمتصفح الإنترنت إمكان حجب الإعلانات المزعجة على الحاسوب الشخصي. غير أن هذه الميزة لم تتوفر على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية إلا قبل شهور قليلة. وسمحت «آبل» بالتزامن مع إطلاق نظامها الجديد «اي او إس9» وتحديثاته، للمطورين بنشر تطبيقات حظر الإعلانات على متجرها، وأضافت إمكان ربط هذه التطبيقات بمتصفحها «سفاري». ووافقت الشركة لأول مرة في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على إتاحة تطبيق «بين تشويس» على متجرها، ما يسمح للمستخدمين بمنع الإعلانات على الهاتف الذكي، على غرار خدمات منع الإعلانات الأخرى، مثل «كريستال» و«بيوريتي». إلا أن «بين تشويس» يمتاز عن التطبيقات الأخرى بقدرته على منع الإعلانات داخل التطبيقات، حتى داخل تطبيق الأخبار التابع للشركة والذي يدعم الإعلانات «آبل نيوز»، بالإضافة إلى المتصفحات. وارجعت صحيفة «تايمز» السبب وراء هذه القرار بأن «آبل» تسعى إلى تقديم خدمات «حصرية» لمستخدميها. ويعمل التطبيق من خلال تمرير حركة بيانات الويب الخاصة بالهاتف داخل «شبكة موازية خاصة» تشرف عليها الشركة المطورة للتطبيق نفسها، والتي تزيل الإعلانات قبل وصولها إلى هاتف المستخدم. وشكل القرار صدمة كبيرة لشركات التكنولوجيا في العالم، خصوصا الشركات التي تعتمد إلى درجة كبيرة على الدعاية الرقمية. وقال المحلل مايكل ناتاسون في مذكرة بحثية إن «بين تشويس» يشكل «تهديداً كبيراً» على شركات عدة تستمد الغالبية العظمى من عائداتها من الإعلانات. وأوضح أن 33 في المئة من عائدات «غوغل» و29 في المئة من عائدات «فايسبوك» و 14 في المئة من «تويتر»، ما يعرضها إلى «خطر حقيقي» بسبب حجب الدعاية على «سفاري» وتطبيقات «آي او اس». وأعرب الرئيس التنفيذي الجديد ل «غوغل» ساندرا بيتشي عن «عدم قلقه» عندما سُئِلَ عن مدي تأثير قرار «آبل» بإتاحة تطبيقات حظر الاعلانات على متجرها «آي ستور» قائلاً: «لن تؤثر كثيراً. نحن معتادون على ذلك. إنها ظاهرة ليست بالجديدة». يذكر أن 50 في المئة من عمليات بحث «غوغل» تأتى الأن من خلال الهواتف المحمولة. وأزالت «غوغل» تطبيق منع الإعلانات الشهير «أدبلوك بلس» من متجر «غوغل بلاي» عندما حاول منع الإعلانات داخل التطبيقات في نظام «أندرويد»، وبررت الشركة الإزالة بالقول «إنه يصل إلى التطبيقات من طريق غير مصرح به». ويعتقد محللون في «يو بي إس» (المتخصصة باستشارات الخدمات المالية) أن هذه المخاوف «غير مبررة»، فقيمة خسائر حجب الاعلانات على أجهزة «آيفون» و «آي اباد» تقدر ببليون دولار فقط، أي بنسبة 0.5 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي للإعلانات الرقمية، و1.3 في المئة من إجمالي الاعلانات الالكترونية عبر الهواتف المتحركة. إذ أن تطبيقات الحظر هذه تعمل فقط على أجهزة «آيفون 5 اس» و«آيفون 6 اس» ذات تقنية ال«64 بت»، مشددين على أن الأثر الفعلي «قد يكون أقل كثيراً من المتوقع».