كابول، واشنطن، لندن – رويترز، يو بي أي - اعلنت الرئاسة الافغانية امس، ان الرئيس حميد كارزاي ناقش مع نظيره الاميركي باراك أوباما فرص السلام مع «طالبان» خلال مكالمة هاتفية من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، فيما حذر الجنرال دافيد بترايوس قائد قوات الجيوش الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من ان 2010 ستكون «سنة صعبة» للقوات الدولية في افغانستان. ويتحدث أوباما مع كارزاي أقل مما كان يفعل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، ولم يزر أفغانستان منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة عام 2008 . وافاد بيان للرئاسة الافغانية بأنه «خلال حديث الفيديو وضع كارزاي اوباما في صورة الجهود الافغانية لتسريع السلام والمصالحة الوطنية وهو ما رحب به الرئيس الاميركي». وبدأ الرئيس الافغاني هذا العام جهوداً للمصالحة مع «طالبان» التي نجحت في اعادة تنظيم صفوفها وتصعيد هجماتها رغم الحرب المستمرة منذ اكثر من ثمانية أعوام حين اطاحت بنظامها قوات بقيادة الولاياتالمتحدة اواخر عام 2001 . وأيدت واشنطن جهود استمالة اعضاء في «طالبان» واقناعهم بالقاء السلاح لكنها تحفظت ازاء مد يد لقادة الحركة. واورد بيان الرئاسة الافغانية ان كارزاي وأوباما أكدا على ضرورة ان يتخذ المجتمع الدولي «موقفاً موحداً» من المحادثات مع «طالبان». وأعرب كارزاي ايضاً عن رغبته في الا تصبح بلاده مسرحا ل «حرب بالوكالة» بين دول اخرى في تصريح يمكن ان يفسر على انه اشارة الى التوترات بين الهند وباكستان او بين الولاياتالمتحدة وايران. على صعيد آخر، وضع قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال، معظم قوات العمليات الخاصة الأميركية تحت مراقبته المباشرة للمرة الاولى، بسبب القلق من ازدياد الخسائر في صفوف المدنيين، وعدم التنظيم بين الوحدات على الأرض، بعد أن حُمِّلت تلك القوات هذه الخسائر. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية زهير عظيمي، أن ماكريستال أبلغ المسؤولين الأفغان بأنه اتخذ هذا الإجراء بسبب القلق من أن بعض الوحدات الأميركية لا تتبع الأوامر الرامية إلى الحد من وقوع الخسائر بين صفوف المدنيين. واشارت الى قول ماكريستال إن «ما يحصل في بعض الأحيان، أنك تقوم بشيء في يد، وآخر في اليد الأخرى، وتحاول اليدان القيام بالشيء الصائب لكن من دون الحصول على محصلة جيدة». وأشارت إلى أن النقاد بينهم مسؤولون أفغان، وعاملون في مجال حقوق الإنسان وبعض القادة العسكريين الأميركيين على أرض المعركة، وهم يعتبرون أن قوات العمليات الخاصة مسؤولة عن العدد الكبير من الخسائر المدنية في أفغانستان اثناء عملها وفقاً لقواعدها الخاصة. وقال الناطق الأفغاني: «هذه القوات الخاصة ليست مسؤولة أمام أحد في البلاد»، مضيفاً أنه عند حصول أي مشكلة مع القوات الخاصة «ما كنا نعرف إلى من نعود». وقال المسؤول عن لجنة الدفاع في البرلمان الأفغاني محمد إقبال صافي الذي شارك في التحقيقات الأفغانية الأميركية المشتركة حول الخسائر البشرية في أفغانستان العام الماضي، إن «القوات الخاصة كانت ضالعة في غالبية حالات الخسائر البشرية»، مضيفاً «إننا نجد دائماً بأنهم (القوات الخاصة الأميركية) لا يتبعون القواعد التي تتبعها القوات الأخرى في أفغانستان». من جهة أخرى، اعتقلت السلطات الافغانية ضابطاً سابقاً في الجيش البريطاني يشغل حالياً منصباً مرموقاً في شركة تقدم خدمات الأمن للسفارة البريطانية في كابول، بتهمة فساد. وافادت صحيفة «ذي تايمز» الصادرة في لندن إن بيل شو يشغل منصب مدير شركة الأمن البريطانية (جي 4 إس) المسؤولة عن توفير الحماية للموظفين الديبلوماسيين بمن فيهم موظفو وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية ومصلحة الجمارك. واضافت أن جهاز الأمن الافغاني احتجز شو في كابول بعد أن وجه ضده تهم الرشوة والفساد لدفعه 20 ألف دولار إلى مسؤولين افغان مقابل تسليمه عربتين مدرعتين تابعتين لشركته كانتا رهن الحجز.