لا تزال قصة وفاة الشقيقتين ثريا وجمانة السلطي، مساء الجمعة الماضي، تثير تساؤلات كثيرة في الأردن. فالشقيقتان سيدتا أعمال معروفتان على مستوى البلاد، وقد اختيرت ثريا ضمن قائمة «أقوى 100 امرأة عربية للعام 2014» بفضل دورها في مؤسسة «إنجازات»، وهي النائب الأول لرئيس المؤسسة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علماً أن «إنجازات» تعنى بتعليم الطلاب مفاهيم الاستعداد للانضمام إلى القوى العاملة وروح المبادرة والعناية بالشؤون المالية. واستغرب كل من يعرف الشقيقتين إقدامهما على الانتحار، وأشار بعضهم إلى أنه لم تظهر عليهما أي مؤشرات أو علامات تدل على وجود مشاكل عميقة تؤدي إلى الانتحار. ورفضت والدة ثريا وجمانة دفن جثتيهما إلا بعد التأكد رسمياً من سبب الوفاة، مشيرة إلى أن ثريا أودعتها قبل الحادث طفلتها الوحيدة من طليقها. وفيما لم يستبعد معلقون ومواطنون ومعارف للفتاتين وجود شبهات جنائية وراء الوفاة، أكدت مصادر أمنية أن كل المؤشرات والتحقيقات الأولية تشير إلى انتحار، وأن الأجهزة الأمنية لم تجد ما يشير إلى شبهة جنائية، علماً أن التحقيق مستمر. أما الطب الشرعي، فلم يحسم الأمر في القضية، وجلّ ما أكده هو سقوط الشقيقتين من عمارة مهجورة مكوّنة من ثلاثة طوابق على طريق المطار، وإصابتهما بكسور وجروح في الرأس والجسد والأطراف، أدت إلى وفاتهما فوراً. ووفق التحقيقات الأولية، فإن الشقيقتين حضرتا في سيارة كانتا تستقلانها إلى العمارة المهجورة، على طريق المطار، حيث سقطتا من العمارة. والشقيقتان هما الوحيدتان لأب أردني وأم أميركية، والوضع الاقتصادي للعائلة جيد ومريح. وثريا مطلقة منذ سنوات من رجل أعمال أردني، ولديها ابنة وحيدة، فيما جمانة متزوجة من رجل يحمل الجنسية الأميركية. وإلى الجنسية الأردنية، تحمل الراحلتان الجنسية الأميركية.