كولومبو – أ ب، رويترز، أ ف ب – فشل وزيرا الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني ديفيد ميليباند في كولومبو أمس، في إقناع سريلانكا بقبول هدنة إنسانية في حربها مع المتمردين التاميل، للسماح بفرار المدنيين المحاصرين في منطقة المعارك. وقال كوشنير بعد محادثات مع نظيره السريلانكي روهيثا بوغولاغاما: «سعينا بإصرار، شددنا على مسألة الوصول الى (منطقة المعارك)، لكن يعود الى اصدقائنا ان يسمحوا بذلك ام لا». واضاف: «نشعر بقلق بالغ على (المدنيين) الذين ما زالوا» في منطقة النزاع، موضحاً انه «عرض (على سريلانكا) السماح للأمم المتحدة والمنظمات الانسانية بالدخول بحرية» الى المنطقة، لكن كولومبو رفضت وعرضت السماح لهم بدخول مناطق أخرى شمال البلاد. أما ميليباند فشدد على ان «حماية المدنيين أمر مهم في هذا الوقت. يجب أن تتوقف جبهة نمور تحرير ايلام تاميل عن منع المدنيين من مغادرة منطقة النزاع، ويجب أن يتوقف القتال». وأكد ان الدعوات الى هدنة «انسانية» تستهدف «فقط إنقاذ المدنيين» وليس المتمردين. وقال: «لم يدع أحد في المجتمع الدولي يوماً الى وقف للنار لانقاذ (زعيم التاميل فيلوبيلاي) براباكاران. الدعوة وُجهت بسبب القلق الكبير حول المدنيين». واضاف: «حان الوقت لوقف القتال. ان حماية المدنيين تحتل مرتبة أسمى بشكل مطلق في تفكيرنا». ورأى ميليباند الذي كانت بلاده القوة المستعمرة في سريلانكا، ان الجزيرة «بلد أبيّ ومستقل وديموقراطي عانى بشكل فظيع من الارهاب». وتوجه الوزيران برفقة عدد من الصحافيين الى فافونيا شمال البلاد حيث يقيم 200 الف لاجئ فروا من المعارك. وما زال حوالى 50 الف مدني محاصرين في مساحة لا تتعدى 10 كيلومترات مربعة شمال شرقي الجزيرة. وعلى رغم أن الحكومة اعلنت إنها توقفت عن استخدام الأسلحة الثقيلة وتركز فقط على تحرير المدنيين المحاصرين، إلا أنها تعتبر أن وقفاً كاملاً للنار سيتيح للمتمردين إعادة تسليح أنفسهم وتنظيم صفوفهم. وكان يفترض ان يشارك في الزيارة وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، لكن السلطات السريلانكية رفضت السماح له بدخول الجزيرة. في غضون ذلك، أعلنت القوات الحكومية أنها دمرت 6 قوارب للتاميل، 4 منها انتحارية، وقتلت 35 متمرداً على الأقل.