تسببت عاصفة رملية اجتاحت منطقة مكةالمكرمة في اليومين الماضيين، واستمرت حتى ساعات متأخرة من أمس، في تدنى مستوى الرؤية الأفقية لبضعة أمتار، ما أدى إلى إرباك حركة السير في الطرق، وتطاير عدد من الأشجار في الشوارع، واكتظاظ عدد من المرافق الصحية بالمصابين بالأمراض الصدرية. وفيما اضطر رجال المرور إلى تكثيف وجودهم في الطرق لتنظيم عمليات السير، والتقليل من الحوادث التي قد تقع بسبب تدني مستوى الرؤية، فضّل بعض السكان المكوث في منازلهم ريثما تتحسن الأحوال الجوية. ورأى الشاب فوزي الحربي أن التغيرات التي شهدها طقس جدة، أسهمت في فرض حظر تجول على السكان، موضحاً أن السائقين على الطرق وجدوا معاناة خلال تحركهم في شوارع المحافظة الرئيسة، ما دعا غالبية الأهالي إلى المكوث في المنازل حتى يتحسن الطقس. بدوره، أوضح استشاري أمراض الصدر الدكتور فؤاد أبو رقيه ل«الحياة» أن هناك أياماً في السنة يزداد فيها عدد الحالات المصابة بحساسية الصدر جراء التغيرات الجوية، مشيراً إلى أن موجات الغبار والعواصف دهمت جدة بشكل متكرر، وفي أوقات متقاربة هذا العام. وشدد على أهمية أخذ الحيطة والحذر من تعريض الأطفال والمصابين بالأمراض الصدرية للأجواء غير الصحية، لافتاً إلى أن من أبرز ما تخلفه العواصف الترابية ضيق الشعب الهوائية والالتهاب عند بعض الحالات شديدة الحساسية. يذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أصدرت بياناً حول الطقس أول من أمس، أوضحت فيه أن رياحاً مثيرة للأتربة والغبار ستنشط على طول القطاع الغربي، خصوصاً الساحلي منه مروراً بمنطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة وحتى المناطق الشمالية. وأشارت الرئاسة إلى أن التغيرات الجوية ستحد من الرؤية إلى أقل من كيلو متر واحد على الأماكن المفتوحة والطرق السريعة، موضحة أن الرياح الترابية على مدينة جدة ستبدأ بالانحسار تدريجياً. وذكرت أن ارتفاع الموج على شواطئ البحر خفيف إلى متوسط، وسيكون من متر إلى مترين.