طالب قادة منطقة ريفية في ولاية أريزونا (غرب الولاياتالمتحدة) حاكم الولاية ومسؤوليها بحماية إمداداتهم من المياه من إقبال شركات سعودية وإماراتية على زراعة برسيم «الألفا ألفا» في تلك المنطقة الجافة من الغرب الأميركي، لتصديره إلى المملكة والإمارات العربية المتحدة. واشترت الشركات السعودية والإماراتية آلاف الهكتارات في صحراء أريزونا، بعدما واجهت مشكلات استنفاد مناسيب المياه الجوفية في ذينك البلدين. ويشعر مسؤولو بلدية لاباز بالقلق من اتجاه الشركات السعودية والإماراتية إلى استصلاح أراضي المنطقة، ويقولون إن تلك الشركات تستغل قانون المياه الجوفية في الولايات، الذي يسمح لها بضخ ما تريده من المياه من دون قيد، في حين أن المنطقة تعاني جفافاً. ويضيفون أنهم قلقون على مستقبل إمدادات المياه، ويعتقدون بأن تلك الشركات يجب أن تدفع مزيداً من الضرائب العقارية والرسوم، طبقاً لمستوى نضوب المياه الجوفية. غير أن المشرف على مجلس ريفي لاباز هولي إيروين أكد للأهالي أنه لن يأتي يوم تنضب فيه المياه في المنطقة. وزادت القلق هناك الانتقائية التي يتعامل بها قانون المياه الجوفية بولاية أريزونا الصادر عام 1980، الذي يفرض قيوداً على ضخ المياه الجوفية في المناطق المأهولة، مثل فينيكس وتكسون، لكنه لا يفرض أي قيد على الضخ في المناطق الريفية، حيث يتعين على مستخدمي المياه تسجيل الآبار التي يقومون بحفرها لدى سلطات الولاية فقط، بشرط استخدام المياه في غرض مفيد، كالزراعة. ونتيجة لذلك عمدت مجالس فينيكس وتكسون وسكوتسديل بشراء أراضٍ في لابارا، على أمل حصد مياه جوفية وإرسالها إلى مناطقها عبر قنوات. ومن الشركات السعودية العاملة هناك شركة المراعي التي تزرع البرسيم في أريزونا، حيث اشترت نحو 10 آلاف هكتار في منطقة فيكسبيرغ العام الماضي، في مقابل 47.5 مليون دولار. ويقول المستشار القانوني لشركة فوندومونتي أريزونا، المملوكة للمراعي جوردان روز: إن الشركة لديها مهارة عالية في استزراع المناطق الجافة، مستخدمة نظام الري بالتقطير الذي يسمح بنمو المحصول بقدر أقل من المياه. كما أن شركة مزارع الظهرة يواس إيه، التي لها صلات وثيقة بالإمارات، تدير حقلاً ضخماً هناك. ولا يزيد عدد سكان لاباز على 20 ألفاً، يتوزعون على نحو 7200 كيلومتر مربع غربي ولاية أريزونا. ويحتمل أن يسعى سكان لاباز إلى طلب تنظيم استخراج المياه الجوفية، بما في ذلك فرض ضرائب على استخدام المياه. وقالت المتحدثة باسم إدارة الموارد المائية بالولاية ميشيل مورينو أن الإدارة أجرت دراسات خلصت إلى أن المياه الجوفية الراهنة تكفي لتلبية حاجات لاباز لنحو 100 عام.