تمكّنت دراسة حديثة من تحديد بروتين ينبّه الجسم بالوقت الذي يجب أن يحرق فيه الدهون، ما يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مكافحة البدانة ومرض السكري. وتتسبب البدانة في حوالي نصف مليون إصابة بالسرطان حول العالم سنوياً. وهي تعتبر إحدى أكبر مشكلات قطاع الصحة في الولاياتالمتحدة، إذ كشفت دراسة أجرتها جامعة «كورنيل» أن أكثر من بالغ أميركي واحد من أصل ثلاثة بدين، ما يكلف القطاع نحو 190 بليون دولار سنوياً. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية رسماً بيانياً يظهر ارتفاع معدلات البدانة لدى الأميركيين البالغين بنسبة تتخطى ال30 في المئة خلال السنوات العشرين الأخيرة. وأظهر الرسم البياني الذي شمل 22 ولاية، أن النسبة تجاوزت 35 في المئة في ثلاث ولايات. وذكر موقع «ايه بي سي» الأميركي أن دراسة جديدة توصلت إلى تحديد بروتين ينبّه الجسم بالوقت الذي يجب أن يحرق فيه الدهون. وأوضحت أن «بروتين «إن أل بي ار 1» يعمل على مقاومة البدانة وأمراض السكري، من خلال التنبيه بحرق الدهون المتراكمة في الجسم، وهو ينبه أيضاً الجهاز المناعي عند حدوث أي خلل في خلايا الجسم». ووجد الباحثون أن النظام المناعي لعب دوراً أكبر مما كان يعتقد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. وأوضح الباحث الرئيس في الدراسة سيث ماسترز، من معهد «ملبورن»، أنه «عند تنشيط البروتين، فإنه يفجر سلسلة من الإجراءات تؤدي في نهاية المطاف إلى انقسام الدهون». لكنه حذر من أن «تنشيط المنبه البروتيني بجرعات عالية، يمكن أن يسبب إلتهابات». وقال ماسترز إن «الدهون تتراكم في الأعضاء مثل الكبد والعضلات، ما يؤدي إلى حدوث عمليات أيض ينتج منها أمراض السكري من النوع الثاني، لكن هذا البروتين سيساهم في مكافحة هذه الدهون». وتابع أن «المصل المحفز للبروتين، أشبه بمجموعة خلايا موجودة داخل طبق، وسيتم فرزها إلى جزيئات، ودورنا معرفة أي منها يساعد في تثبيط أو زيادة حرق الدهون. لكن علينا الحرص من الإفراط في استخدامها، لتجنب الأعراض الجانبية، مثل الحمى والطفح الجلدي والالتهابات في جميع أنحاء الجسم». وأشار إلى أن «أمراض السكري والبدانة تشكل عبئاً هائلاً على النظام الصحي في الجسم». وشدد على أن أنسب طريقة لمقاومة البدانة هي الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، لأنها «تعطي نتائج أفضل من الأدوية». وأكد ماسترز أن «هذه الدراسات تحتاج بين 15 إلى 20 عاماً لتتحول إلى علاج على أرض الواقع». وكانت وكالة لأبحاث السرطان تابعة إلى منظمة الصحة العالمية كشفت أن البدانة تتسبب في حوالي نصف مليون إصابة بالسرطان سنوياً، وأنها تمثل مشكلة كبيرة في أميركا الشمالية. وأكدت الوكالة أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم كان مسؤولاً عن قرابة 3.6 في المئة أو 418 ألف إصابة بالسرطان عام 2012. وكانت «منظمة الصحة العالمية» طالبت بخفض استهلاك السكر، بهدف محاربة البدانة وتسوس الأسنان. وأوضحت أن «هناك أدلة قوية على أن الحفاظ على تناول السكريات الحرة بنسبة أقل من عشرة في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة، يقلل من خطر زيادة الوزن والبدانة وتسوس الأسنان».