كشفت مصادر أمنية بحرينية ل«الحياة» أن أعضاء خلية ال47 التي كشفت عنها أجهزة الأمن البحريني أول من أمس، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية، تستهدف مواقع حيوية في البلاد، من خلال مواد متفجرة وأسلحة تم العثور عليها معهم، أثناء عملية أمنية نفذها عناصر الأمن في البحرين، وشملت مواطنين بحرينيين مرتبطين بإيران. إلا أن المصادر أحجمت عن كشف تفاصيل التحقيقات والاعترافات التي أدلى بها عناصر الخلية، «لاستكمال التحقيقات». واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب البحريني عبدالله بن حويل، في تصريح ل«الحياة»، ما كشفت عنه وزارة الداخلية من ارتباط الخلية المباشر بإيران، وفق التحقيقات التي أجرتها، «دلالة مضافة على استمرار إيران في سياستها العدوانية تجاه البحرين ودول الخليج العربي، التي تنفذها عبر طابورها الخامس». وقال ابن حويل: «إن نوعية المتفجرات المضبوطة من (C4) و(TATP) و(نترات اليوريا)، و(النترو سليلوز)، تؤكد أن الخلية المضبوطة كانت تعتزم القيام بعمليات تفجير واسعة النطاق، قد تمتد لاستهداف أهداف مدنية، خلافاً للأهداف المتعارف عليها، ويضاف عليها الكم الهائل من الذخائر الحية والأسلحة التي وزعت في مخازن سرية في عدد من القرى، وبعناية كاملة». وأضاف البرلماني البحريني: «خريطة التنظيم الإرهابي المفكك، وتنوع الأسلحة والمتفجرات المضبوطة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن من يقود هذه العمليات الإرهابية المدروسة بعناية هو جهاز استخباراتي لديه إمكانات واسعة النطاق، من تمويل، وتدريب، وتخطيط، وأعني به جهاز الاستخبارات الإيراني». وأكد أن الخلية الأخيرة «رسالة جديدة للعالم، بأن الإرهاب لا دين أو مذهب له، وبأن التكاتف الدولي والإقليمي يجب أن يصل ذروته من الجدية والحسم تجاه إيران وغيرها من الدول التي أبت إلا أن تكون بوابة لتمرير الإرهاب العالمي، بل وتصديره». وشدد ابن حويل على ضرورة «سن دول الخليج تشريعات شديدة الصرامة تجاه الطوابير الإيرانية فيها، من كتاب وصحافيين، ورجال أعمال، ورجال دين وغيرهم، الذين يهيجون الشارع للتمرد على الأنظمة الحاكمة، ويبثون الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن، وإسقاط شرعية الولاء للحاكم، واستبداله بمعممي طهران». وأشار إلى أن مجلس النواب البحريني «لن يتوقف عن سن التشريعات المغلظة لمرتكبي الجرائم الإرهابية، ولمن يقف خلفهم ويمولهم»، مثمناً في الوقت ذاته «جهود الأجهزة الأمنية ويقظتها». وأعلنت الداخلية البحرينية أول من أمس ضبط خلية إرهابية من خلال عملية مشتركة بين مختلف الأجهزة الأمنية، إذ تم تحديد هوية تنظيم إرهابي والقبض على 47 من عناصره، وإحباط مخططاته لتنفيذ أعمال إرهابية في الأيام المقبلة، تستهدف زعزعة الأمن في أنحاء البلاد. كما تم ضبط كمية من المواد شديدة الانفجار وأسلحة نارية في مخابئ سرية، في عدد من القرى، وتركزت وسط مناطق مأهولة بالسكان، ومنها ورشة لصناعة المتفجرات، ومعمل لتحضير المواد المتفجرة ومواقع التخزين. وأضافت «الداخلية»: «إن من بين المضبوطات قنابل محلية الصنع جاهزة للتفجير، ومواد أولية تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة، منها مادة (سي 4)، و(تي ايه تي بي)، و(نترات اليوريا)، و(النترو سليلوز)، إضافة إلى ذخائر حية، وقوالب عبوات مضادة الأفراد، وعبوات خارقة للدروع وغيرها»، لافتة إلى أن أفراد الخلية «من أخطر العناصر الإرهابية التي تعمل من خلال شبكات عنكبوتية، كما تم من خلال أعمال البحث والتحري تحديد مواقع تستخدم في تخزين مواد متفجرة وأسلحة محلية الصنع، بعد أن تم تحويل بعضها إلى مخابئ سرية تحت الأرض، وإخفاء المواد المتفجرة داخلها». واستطرد: «تشير نتائج أعمال البحث والتحري إلى أن التنظيم على صلة وثيقة بجهات إيرانية وعناصر إرهابية مقيمة في إيران، فضلاً عن تلقي عدد منهم تدريبات في معسكرات إيرانية على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات»، مشيرة إلى تقسيم أفراد الخلايا وفقاً للأدوار المناطة بهم، بين: التخطيط، والتدريب، والتمويل، وتهريب المواد المتفجرة والأسلحة، وصناعة وتجهيز العبوات، والتخزين والتوزيع، والتنفيذ وإيواء العناصر المطلوبة وتهريبها.