أدلى الفرنسيون أمس بأصواتهم في الدورة الأولى من الإنتخابات الإقليمية التي يتوقع ان تؤول الى هزيمة اليمين الحاكم بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي انهى نصف ولايته الرئاسية، لكن النسبة القياسية للإمتناع عن التصويت (52 في المئة) عكست قلة الإهتمام الشعبي بهذه الانتخابات. وشارك في الاقتراع 48 في المئة من اصل 44.2 مليون ناخب لاختيار 1880 عضواً في 26 مجلساً اقليميا، بعضها ما وراء البحار. وكان الاشتراكيون يسيطرون منذ الانتخابات الاقليمية الماضية في 2004 على 24 مجلساً في حين يسيطر اليمين على اثنين فقط (الألزاس وكورسيكا) يأمل الاشتراكيون في انتزاعهما منه هذه المرة. وتوقعت استطلاعات الرأي والصحف ان يمنى حزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية» بقيادة ساركوزي بهزيمة نكراء وان لا تتجاوز نسبة مؤيديه 30 في المئة. وفي حين يتوقع ان يحصل الحزب الاشتراكي على النسبة نفسها، الا ان هذا الاخير سيستفيد على الارجح من تحالفات مع احزاب يسارية في طليعتها حزب المدافعين عن البيئة، في الدورة الثانية المقررة الاحد المقبل. وقد يسمح انتصار واضح للأمينة العامة للحزب الاشتراكي مارتين اوبري بتعزيز موقعها اما منافسيها في قيادة الحزب في انتظار انتخابات الرئاسة في 2012. ويؤكد ساركوزي باستمرار ان الانتخابات الاقليمية لن يكون لها تأثير على الصعيد الوطني. لكنه قال انه سيعير اهتماماً كبيراً للرسالة التي سيوجهها اليه الناخبون، رغم تمسكه بعدم تغيير الحكومة في حال خسارته. ويرى المراقبون انه سيبقي فرنسوا فيون في رئاسة الوزراء كي لا يتحول هذا الى خصم مؤثر في حال استبداله. ومنذ اشهر تتراجع شعبية الرئيس الفرنسي الذي اضطر الى مواجهة الازمة الاقتصادية وانعكاساتها على سوق العمل. لكنه ايضا تعرض لانتقادات شديدة للطريقة التي عالج بها ملفات عدة اخرى.