المعدة جزء أساسي من جهاز الهضم ترتبط من الأعلى بالمريء ومن الأسفل بالعفج، الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. ولا تقتصر وظيفة المعدة على استقبال الطعام وحسب بل هي تعمل على طحنه وعجنه ليتحول الى كتلة سائلة يطلق عليها اسم «الكيموس». ويحتوي الجدار الداخلي للمعدة على خلايا اسطوانية تفرز المادة المخاطية وحامض كلور الماء، وانزيم الببسين (الذي يتولى هضم البروتينات) والغاسترين، والعامل الداخلي الذي يعتبر وجوده جوهرياً من أجل امتصاص الفيتامين ب 12. وتكمن أهمية حامض كلور الماء في أنه يعمل على تهيئة البيئة المناسبة كي تقوم انزيمات المعدة بعملها على أفضل ما يرام، كما يقوم الحامض المذكور بقتل الجراثيم الموجودة في الطعام. ويمكن لبطانة المعدة الداخلية أن تكون مقراً لبكتيريا شريرة تعرف بالجرثومة الحلزونية (هيليكوباكتير بيلوري)، التي اتهمتها دراسات كثيرة بأنها وراء الإصابة بالقرحة المعدية وسرطان المعدة، إذ تتسبب في تغيرات التهابية تقود لاحقاً الى الإصابة بالمرضين المذكورين آنفاً. ويفيد التخلص من تلك الجرثومة في الوقاية من القرحة المعدية والسرطان. واذا أصيبت المعدة بالمرض فإنها تعطي شكاوى عدة، من بينها فقدان الشهية، وحس الامتلاء، والغثيان، والتقيؤ، والوزن، والتكرع، وحس الحرقة، والألم. وتعد حرقة المعدة من الشكاوى الشائعة، اذ تشاهد عند 40 في المئة من كبار السن والمصابين بالسمنة، وعند أكثر من 50 في المئة من البالغين الذين يشكون منها ولو لمرة واحدة في السنة، وعندما يشكو الشخص من الحرقة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع فإنها تعتبر مرضية وتحتاج الى المعالجة. وهناك عوامل كثيرة تساهم في تفاقم حال الحرقة المعدية، منها المأكولات والمشروبات والأدوية. وقد تكون كثرة التجشؤات، والطعم الحامضي، أو الطعم المر في الفم، بعد تناول الوجبة، من المؤشرات على وجود الحرقة المعدية.