طهران، ساريسلكا (فنلندا)، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – رجّحت فرنسا وفنلندا أمس، ألا يكون مشروع قرار في مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، جاهزاً قبل حزيران (يونيو) المقبل، وأكدتا ان الفشل في تحقيق ذلك سيدفع الاتحاد الأوروبي الى فرض عقوبات أحادية. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير: «إننا نتحدث، محاولين التوصل الى اتفاق من خلال التفاوض، ونعمل على عقوبات في الوقت ذاته. اعتقد ان ذلك ممكن قبل حزيران، لكنني لست متأكداً. من أنا كي آمل او أقرر». وجاء كلام كوشنير على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في فنلندا، يشارك فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي كرر تمسك بلاده ب «الجهود الديبلوماسية لتسوية هذه المسألة». وأشار كوشنير الى ان العقوبات ستستهدف «الاقتصاد والمصارف وشركات التأمين وتأشيرات بعض الأشخاص المعينين»، مستثنية الشعب الإيراني او قطاع الطاقة. وقال: «لا نتحدث عن منع تصدير (النفط الإيراني) عبر مضيق هرمز». وكان وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب قال السبت ان دول الاتحاد الأوروبي توصلت الى «إجماع كاف» لفرض عقوبات على ايران، اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في مجلس الامن. وكرر ستوب أمس موقفه هذا، لكنه أوضحه بقوله ان «ثمة إجماعاً يتبلور في الاتحاد الاوروبي لاتخاذ بعض الاجراءات الاحادية، اذا لم نتوصل الى اتفاق» في مجلس الامن. وأشار الى ان طبيعة «هذه الإجراءات لم تُناقش تفصيلاً». لكن ديبلوماسياً اكد ان إجماع الأوروبيين ليس مضموناً، اذ ان «السويد خصوصاً متحفظة جداً». وقال: «في الوقت ذاته والامر الأكثر احتمالاً، هو ان نتوصل الى اتفاق في مجلس الامن حول عقوبات معتدلة في حق إيران، ما سيجنب الاتحاد الأوروبي اتخاذها في شكل أحادي». الى ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» ما قالت إنها شهادة مكتوبة بخط يد مهندس القنبلة النووية الباكستانية عبدالقدير خان، تروي تفاصيل سعي طهران الى شراء قنابل ذرية من إسلام آباد في نهاية ثمانينات القرن العشرين. وأشار خان الى ان وزير الدفاع الإيراني السابق علي شمخاني زار إسلام آباد كي «يأخذ القنابل النووية» التي وعد الرئيس الباكستاني ضياء الحق والرئيس السابق لأركان الجيش الجنرال ميرزا إسلام بيغ طهران ببيعها إياها، في صفقة قدّر خان قيمتها بنحو 10 بلايين دولار. وأوضح ان شمخاني استشاط غضباً، بعدما عرض عليه رئيس لجنة رئاسة الأركان المشتركة الأميرال افتخار احمد سيروهي مناقشة مسائل أخرى أولاً، ثم «كيفية مساعدة باكستانالإيرانيين في برنامجهم النووي». وأشار خان الى ان باكستان زودت ايران، بدل قنابل نووية، أجهزة طرد مركزي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم، ورسومات لكيفية صنع قنابل ذرية، إضافة الى لائحة بتجار يعملون في السوق السوداء لبيع مواد نووية. على صعيد الوضع الداخلي، أعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي الإفراج لمدة 15 يوماً بكفالة قيمتها 800 ألف دولار، عن الأكاديمي الإيراني - الأميركي كيان تاجبخش الذي ينفذ حكماً بالسجن لمدة 5 سنوات، بعد اتهامه بالتجسس إثر الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وأُطلق تاجبخش كي يمضي مع عائلته، فترة عيد رأس السنة الإيرانية التي تبدأ في 21 من الشهر الجاري وتنتهي في 4 نيسان (أبريل) المقبل. في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن مرشد الجمهورية علي خامنئي انتقد «عيد النار» الذي يحتفل به الإيرانيون غداً، والذي يصادف الليلة التي تسبق آخر يوم أربعاء في السنة الإيرانية، معتبراً أن «لا أساس دينياً له ويلحق ضرراً كبيراً وينشر فساداً ويجب تفاديه. انه يرمز الى عبادة النار».