بيشاور، قندهار – رويترز، أ ف ب - قال مسؤول في الحكومة الباكستانية إن مقاتلات باكستانية قصفت مواقع لحركة «طالبان باكستان» في شمال غربي البلاد أمس، مما أسفر عن مقتل 16 متشدداً وتدمير ثلاثة مخابئ. وعاد المتشددون لشن الهجمات بعد هدوء أعمال العنف أخيراً، ما شكل تحدياً لتأكيدات الحكومة بأن الهجوم في معقل المتشددين في منطقة جنوب وزيرستان الجنوبية سدد ضربة قوية للحركة التي يدعمها تنظيم «القاعدة». وتأتي الغارات الجوية بعد أسبوع من التفجيرات أسفرت عن مقتل 81 شخصاً من بينهم جنود ورجال شرطة وعمال إغاثة في المناطق الواقعة شمال غربي باكستان وشرقها. وقال المسؤول في بيشاور خايستا أكبر إن المقاتلات شنت الغارات على قرية في اوراكزاي وهي منطقة قبلية يسكنها البشتون. وأضاف إن الطائرات «نفذت قصفاً كثيفاً واستهدفت مخابئ للمتشددين بدقة». وأشار الى أن القصف أسفر عن مقتل 16 متشدداً وتدمير ثلاثة مخابئ بالكامل. في أفغانستان، تبنت حركة «طالبان» سلسلة هجمات انتحارية في قندهار (جنوب) أسفرت عن سقوط 35 قتيلاً و57 جريحاً، في أعنف هجمات منذ مطلع هذا العام. وهزت ثمانية انفجارات مساء السبت أماكن عدة في المدينة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية زمراي بشيري: «سقط 35 قتيلاً من بينهم 13 شرطياً و22 مدنياً» وجرح 57 آخرون بينهم 17 شرطياً. وطلب حاكم الولاية توريالاي ويساي من الجيش تعزيز الأمن في قندهار تفادياً لأي هجوم جديد. وتبنى الناطق باسم «طالبان» يوسف أحمدي سلسلة الهجمات التي استهدفت سجن قندهار المركزي ومباني حكومية. وأعلن بشيري أن الهجوم كان يهدف الى تحرير معتقلين بمن فيهم مقاتلو «طالبان» فيما عثرت الشرطة على متفجرات وقذائف في منزل قريب من السجن كانت مخصصة لفتح الزنازين. وكان مقاتلو «طالبان» هاجموا سجن سربوسا في قندهار في حزيران (يونيو) الماضي، ففر آلاف المساجين من بينهم 400 عنصر مفترض في الحركة. وقال الناطق باسم «طالبان» إن هذه الهجمات جاءت رداً على إعلان الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في أفغانستان، هجوماً عسكرياً الصيف المقبل على قندهار. وأضاف أحمدي: «كان ذلك رداً على الجنرال ماكريستال بهدف تخريب العملية (العسكرية) وإظهار أننا قادرون على ضرب أي مكان وعندما نشاء». ودان الرئيس حميد كارزاي هذه الهجمات، واصفاً مرتكبيها ب «أعداء الإسلام وأفغانستان». وأوضح حاكم الولاية أن بين القتلى عشرة أشخاص كانوا يحضرون حفلة زفاف من بينهم امرأة وأطفال. ووقع انفجار آخر أمس، قرب مكتب شركة بناء يابانية في قندهار أسفر عن إصابة خمسة موظفين بجروح، أربعة منهم باكستانيون والخامس أفغاني. وفي إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة الرامية الى تكثيف محاربة طالبان، شنت قوات الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني في 13 شباط (فبراير) الماضي، عملية «مشترك» على مرجه في ولاية هلمند، في أكبر هجوم يشنه الحلف الأطلسي منذ سقوط «طالبان» عام 2001. وتفقّد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الثلثاء القوات التي ستشن هجوماً الصيف المقبل في قندهار المجاورة لهلمند، وقال للجنود: «ستكونون مرة أخرى في مقدمة المعركة». وأعلن الجنرال ماكريستال أن قوات الحلف الأطلسي ستشن هجوماً الصيف المقبل على قندهار، ما أن يتم نشر القوات اللازمة.