أعلن وزير النفط المصري المهندس سامح فهمي أنه يعد حالياً للبدء في إنتاج الذهب في أول مصنع متكامل في مصر، من منجم السكري في الصحراء الشرقية على بعد 25 كيلومتراً جنوبي مدينة مرسى علم، بعدما أنجزت شركة «سنتامين» الأسترالية كامل التجهيزات. وأضاف فهمي: «إن أهمية اكتشافات الذهب في مصر، تعود بصفة أساسية إلى كون استخراجه يتميز بارتفاع العائد وكثافة الطلب على العمال، ما يعني توفير فرص جديدة إضافة إلى توافرها في مناطق وسط الواديوجنوبه، بما يسهم إيجاباً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك المناطق وهي من الأهداف الرئيسة للدولة. تفقد وزير النفط سير العمل في منجم ذهب السكري، والتجهيزات النهائية لمصنع إنتاج الذهب، الذي بدأ العدّ التنازلي لافتتاحه، ليشكّل نقلة صناعية وتكنولوجية واقتصادية في صناعة الذهب وبداية جادة لدخول مصر من ضمن منتجي الذهب في العالم في شكل مكثف خلال السنوات المقبلة. الزيارة التفقدية هي الرابعة لوزير النفط للموقع منذ نقل تبعية نشاط الثروة المعدنية إلى وزارة النفط في تشرين الأول (أكتوبر) 2004. وأعلن الوزير أن خطة قومية وضعت بالتعاون مع مجلس علماء الثروة المعدنية، لتنمية الثروات المعدنية في مصر وجذب الاستثمارات العالمية للبحث عن الذهب والمعادن النادرة واكتشافها وإنتاجها، ما يحقق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لثروات مصر المعدنية والعمل على زيادة القيمة المضافة وتوفير فرص عمل جديدة والمساهمة في تنمية مناطق جنوبالوادي ومشاركة قطاع التعدين في الدخل القومي المصري. وأشار إلى أن ثقة الشركات العالمية في مناخ العمل في قطاع النفط والثروة المعدنية، ساهم في نجاح أول مزايدة عالمية للبحث عن الذهب في مصر، بنظام اقتسام الإنتاج، طرحتها هيئة الثروة المعدنية في تموز (يوليو) 2006 وأسفرت عن 8 اتفاقات للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة في مناطق الصحراء الشرقية والغربية باستثمار نحو 33 مليون دولار مع شركات عالمية من كندا وروسيا وقبرص والإمارات. وأكد رئيس شركة «سنتامين» الأسترالية سامي الراجحي أن الشركة نجحت في تحقيق الكشف التجاري للذهب في منطقة السكري وتقدر احتياطاته بنحو 13 مليون «أونصة» قيمتها نحو 13 بليون دولار بالأسعار الحالية، ويتوقع بدء الإنتاج في أول تموز (يوليو) المقبل بمتوسط إنتاج 200 ألف «أونصة» في السنة الأولى والثانية تزداد إلى 500 ألف سنويّاً، وتبلغ استثمارات المشروع نحو 310 ملايين دولار وتستوعب نحو 4500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وأوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية حسين حمودة أنه يتم حالياً استخدام 10 أجهزة حفر في الموقع لتأكيد مزيد من احتياطات الذهب في منجم السكري بصورة مطردة حيث حفرت 1500 بئر حتى الآن بأعماق تصل إلى ألف متر وبمجموع أطوال 350 ألف متر لتأكيد المزيد من الاحتياطات في بقية قطاعات جبل السكري. وأشار إلى أنه سيتم البدء في أعمال التعدين تحت السطحي في تموز لاستخراج نصف مليون طن سنوياً من صخور منجم السكري عالي التركيز (متوسط 8 غرام/طن) من نطاق آمون العميق. وأوضح أنه في إطار سياسة وزارة النفط لتعظيم المكوّن المحلي في أعمال مشروع منجم ذهب السكري، نفّذ نحو 62 في المئة من الأعمال بواسطة 15 شركة مصرية، ما ينعكس مباشرة بصورة إيجابية على الاقتصاد المصري. ونوّه محافظ البحر الأحمر مجدي قبيصي، بأن المحافظة تذخر بالثروات المعدنية وأن مشاريع وزارة النفط التعدينية فتحت آفاقاً جديدة لجذب الاستثمارات العالمية والمصرية وتساهم في بناء مجتمعات عمرانية وصناعية جديدة في المحافظة، خصوصاً بعد نجاحها في اكتشاف الذهب وعودة إنتاجه بعد توقفه لفترة تجاوزت 50 عاماً، ما يعيد المحافظة إلى خريطة التعدين العالمية.