حاولت تخمين سبب الانتشار العشوائي المكثف للمشاغل النسائية، وبالمناسبة المشغل النسائي في السعودية هو الاسم الحركي لمراكز التجميل، أو «الكوافير»، ولم أفلح في التخمين؟ هل هو حجم الطلب المتصاعد، أو هل هو نسبة مرتفعة للوجوه وفروات الرأس التي تحتاج للسمكرة والتلميع والصنفرة؟ أي بعبارة أوضح أن «الشينات» في مجتمع المواطنات والمقيمات أكثر من «الزينات». وللقراء من خارج المملكة أوضح أن الاسم الحركي يستخدم لأن الترخيص لا يحمل اسم صالون سيدات، فذلك حسبما فهمت غير موجود في القائمة الرسمية وبالتالي هو ممنوع، بينما يمكن بسهولة استخراج تصريح صالون حلاقة للرجال، وللحق فهذه نقطة تسجل لمصلحة البلديات ووزارة التجارة، ويمكن اعتبار الجهتين من أنصار المرأة لأن في ذلك إقراراً بأن النساء في بلادنا مواطنات ومقيمات يتمتعن بقدر عالٍ من الجمال لا يحتجن معه إلى مثل هذه «الخرابيط». تمشي في الشوارع قبل عامين فتجد إعلانات ولافتات لهذه المشاغل تقدّم عرضاً لخمس خدمات ب 200 ريال، وفي العام الماضي انخفضت إلى 100 ريال، وهذا العام الذي بدأ للتو لامست الأسعار 50 ريالاً لهذه الخدمات التي لا تخفى على «ذوي العلاقة» بالموضوع، وللتذكير فقط فهذه المشاغل يفترض فيها أنها خاصة بالخياطة، لكن معظمها لا يمارس هذا النشاط. الشاهد أن هذه اللوحات «طعم»، والأسعار في الداخل «ساخنة»، لكن اللافت أن مستويات الأسعار وصلت إلى أسعار الحلاقة الرجالية من شدة المنافسة، وربما ابتهجت النساء إذا عرفن أن كثيراً من الصوالين الرجالية أسعارها باتت ضعف بعض «الكوافيرات» مع اهتمام «الخناشير» ب«البودي كير»، ورحم الله أيام حلاقة الرأس على «الزيرو» وحلاقة اللحية وتشذيبها في الأعياد والمناسبات الرسمية. ما «حدني» على الكتابة عن الشأن «التزييني» للجنسين رسالة تتداولها المواقع لفتاة «تحش» في الشبان «المماليح» الذين يتغنون بجنسيات أخرى، وهي «شبت» عليهم بسلبيات عدة، ما أضحكني منها قولها إن وجه واحدهم لونه أخضر من كثرة الحلاقة، وأخمّن بدوري أن اللون نتج من كثرة ما «لعب فيه» الحلاقون بمساحيقهم التي يدعون أنها تقشر وتبيض وتصنفر. ويظل السجال قائماً، فالرجال يتهمون النساء بقلة العقل على إنفاقهن في هذه المراكز، وإذا دلفت إلى بعض صوالين الحلاقة الرجالية ستتهم الشبان بالتهمة نفسها، ولا نعرف حقيقة من هو على صواب، ومن جانبه هذا الصواب، لكن أعرف أنني أتطفل على منطقة ملغومة، أسرارها كثيرة، وغرائبها أكثر، وسأعتبر أن الفيصل هو إحصاء عدد الصوالين لكل جنس، ومن يتفوق في العدد يخسر في الاعتداد بأن جماله «طبيعي». [email protected]