يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الندوة السعودية - الفرنسية لحوار الحضارات في جامعة السوربون باريس1، التي تنطلق أعمالها اليوم. والندوة، التي بدأت دورتها الأولى في جامعة الملك سعود في الرياض العام الماضي، تنظمها وزارة التعليم العالي في المملكة بالتعاون مع جامعة السوربون وتستمر يومين، ويشارك فيها عدد كبير من الأكاديميين والباحثين في الجامعات السعودية والفرنسية. وتناقش الندوة عدداً من محاور النقاش، موزعة على يومين، وتشمل خمسة مواضيع تم اختيارها بالتشاور والدراسة خلال الأشهر الماضية. ففي الجلسة الأولى يقف الباحثون على مصطلح «صراع الحضارات» متسائلين عن ماهية هذه العبارة، وهل تشكل حقيقة أزلية أم مجرد وجهة نظر فكرية، وكذا البحث في إشكاليتها وعوائق تطوير الحوار وثقافته، وهل يكمن الحل في الاعتراف بالتعددية والقيم الكونية لضمان التعايش السلمي. أما الجلسة الثانية، فخُصصت لموضوع «الاقتصاد الإسلامي» بصفته مساهمة علمية قادمة من هوية إسلامية قدّمت نقلة نوعية في حل الأزمة الاقتصادية العالمية القائمة؛ إذ سيتم استعراض التدابير التي اتخذتها فرنسا من خلال الاقتصاد الإسلامي كنموذج اقتصادي تمت بلورته من ثقافة أخرى؛ وفي ذلك ما يُؤكد تداخل القيم والمصالح ويُحقق وجهاً للحوار الحضاري. وتتناول الجلسة الثالثة «الثقافة والحضارة في العلاقات الدولية»، بقراءة دور المنظمات الدولية في تشييد علاقات السلام، وأثر المنتج الإنساني كالقانون الدولي في التنوع الثقافي، مع عرض أهمية التربية على الغيريّة في سبيل بناء مجتمع دولي متضامن. ولأهمية إيضاح مفهومي «الثقافة والهويّة» تأتي الجلسة الرابعة مع النظر إلى الأديان والهويّات المختلفة كمكونٍ أساسي لدى مختلف الشعوب واستيعاب الانتماءات المتنوعة والاختلاف كمؤثرات إيجابية في تطوير الإرث العالمي، والمضي نحو تشييد القيم المشتركة، مع الحفر في كون الهويّة محصلة انتماء أم مكسباً محضاً تدعمه الأنظمة التي تحافظ على هذه الخاصية. وآخر جلسات هذه الندوة محور «عالمية حوار الثقافة» وفيها يتناول المحاضرون حضور الآداب والفنون والترجمة والمعمار في تقارب الشعوب وحماية الإرث الثقافي الإنساني والتاريخي بصفته نتاجاً فكرياً وأدبياً ووسيلة للتراكم المعرفي. يُذكر أنّ وزارة التعليم العالي تبنّت إنشاء منتدى للحوار في الوسط الأكاديمي خصوصاً، وذلك بعقد لقاءات دورية بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في المملكة وفرنسا، لإيجاد الفضاء المشترك بينها، وتنمية سبل الحوار وتعميق التوجه لخدمة السلام والعدل العالميين، وبمشاركة الأساتذة والعلماء السعوديين والفرنسيين، على أن يسعى هذا المنتدى لتحقيق أهداف محددة، منها بحث القيم المُحَافِظة على كرامة الإنسان، وإرساء قواعد الحوار، وتحقيق نتائج إجرائية قابلة للتنفيذ. ومن أبرز المشاركين في الندوة رئيس جامعة السوربون - باريس1 جون كلود كوليارد وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا فاليري بيكريس. وزير التعليم العالي في السعودية خالد بن محمد العنقري. رئيس جامعات وأكاديمية باريس باتريك جيرار. والمدير العام للتعليم العالي في فرنسا باتريك هيتزل. والملحق الثقافي السعودي في باريس عبدالله بن علي الخطيب. جون ميستيلي. جاك لوغراند. سلوى الميمان. محمد الشوكاني. ميكائيل براء. فرديريك إيشاي. عبدالله تركستاني. أنور حسون. إبراهيم أبو العُلا. ألان كوري. د.فيليب بلاشير. زياد الدريس. عبدالله الحميد. روبرت فرانك. جاك ميارد.