فيما كان قطبا الغربية «الأهلي والاتحاد» يترنحان على الساحة الآسيوية كروياً كان الناديان يقدمان نموذجاً للهدف الأساسي من إنشاء الأندية الرياضية. ففي الأسبوع نفسه الذي سقط فيه الفريقان آسيوياً في بطولة الأندية الآسيوية لكرة القدم، كانت العاب الناديين المختلفة تنافس بقوة على الساحة المحلية، فالأهلي حقق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة السلة في المدينةالمنورة، وأتى اللقب الأهلاوي بجدارة واستحقاق وللمرة الأولى بعد غياب سنوات عن ألقاب كرة السلة خصوصاً وهذا مؤشر جيد لمنافسات كرة السلة التي احتكر التنافس عليها في العقدين الماضيين قطبا المدينة أحد والأنصار مع الاتحاد، ودخل معها على الخط أخيراً فريقا الأهلي والهلال. وفي مدينة جدة كان الاتحاد يحتفل ببطولة الدوري الممتاز لكرة الطاولة بفوزه على غريمه التقليدي فريق الأهلي، بعد مباراة ممتعة من الطرفين كان فيها الأهلي متفوقاً على ذاته، وهو يواجه متصدر الدوري الاتحاد صاحب الأفضلية في كل شيء ليقلب الأهلي التوقعات ويقدم مباراة مثيرة ومتكافئة، وحالت إصابة نجمه الدولي خالد الحربي دون اكتمال المفاجأة التي كادت تعصف بأفراح الاتحاد بهذه البطولة التي يحققها للعام السابع على التوالي. الاتحاد فاز لأفضليته الفنية والأهلي حاول التشويش على فرحة الاتحاديين، لكن البطولة دانت لنجوم الاتحاد بقيادة نجمه الدولي عبدالعزيز العباد، والأجمل في مثل هذه البطولات حضور القناة الرياضية ومتابعتها للحدث بمهنية عالية. الأهلي والاتحاد ينافسان في كل الألعاب، والجميل هذا الموسم فوز الأهلي على الاتحاد في كرة السلة للمرة الأولى منذ سنوات وفوز الاتحاد على الأهلي في الكرة الطائرة للمرة الأولى منذ سنوات، وهذه الدلالات ترفع نسبة الفائدة لمنتخبات الوطن التي يشكل لاعبو الناديين فيها النسبة العظمى. تنافسُ قطبي الغربية في كل الألعاب يؤكد الفكر الإداري الجيد في الناديين الذي يسعى للبناء الرياضي المتكامل وليس الاقتصار على كرة القدم فقط كما يحدث في بعض أندية الوطن، التي أخذت من موازنتها الأخضر واليابس. رؤساء الاتحادات الرياضية مطالبون بالخروج من مقاعد كراسيهم الوثيرة وطرق أبواب الأندية الجماهيرية، لأن وجودها في خريطة التنافس يسهم في اتساع رقعة المتعة والتشويق، ويسهم في توفير الخيارات المتعددة عند تشكيل المنتخبات السعودية قبل المشاركة في المحافل الدولية. [email protected]