ساريسيلكا (فنلندا)، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - حض الاتحاد الأوروبي أمس اسرائيل على العمل على إعادة إطلاق فوري لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وذلك عشية اول زيارة للمنطقة تقوم بها وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد البريطانية كاترين اشتون التي صرحت بأن الاتحاد يمكنه ان يستخدم روابطه التجارية الوثيقة مع اسرائيل كأداة لحضها على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وبعد انتهاج الولاياتالمتحدة لهجة قاسية غير مألوفة للتنديد بمشاريع الاستيطان الجديدة في القدسالشرقية، قالت آشتون ان الاتحاد الأوروبي سيلعب دوراً ناشطاً في استئناف محادثات السلام، وان لديه نفوذاً في هذه القضية. وعندما سئلت عن الثقل الذي قد يتمتع به الاتحاد الأوروبي في المحادثات، خصوصاً في ضوء أن الولاياتالمتحدة جاهدت كي يكون صوتها مسموعاً، قالت آشتون :«نحن مورد كبير للمساعدات والتنمية لتلك المنطقة. نحن أقوياء مع اسرائيل لجهة التجارة، واسرائيل ترغب في تعزيز علاقاتها التجارية معنا. انها تريد تقوية العلاقات». وأضافت: «ما نطمح اليه هو أن يعرفوا، لأنهم يعرفون فعلاً، أن الحل يكمن في تسوية يتم التوصل اليها من خلال المفاوضات. نرى أن هناك حاجة لأن يحدث ذلك بسرعة، وان يحدث الآن مع الفرص التي يتيحها ذلك لإسرائيل... لتصبح قادرة على تعزيز العلاقات التي تريدها معنا في أي حدث للمستقبل». وفي تصريحات على هامش اجتماع مع العديد من وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي في ساريسيلكا شمال فنلندا، قالت آشتون: «انا قلقة لأن اسرائيل اصدرت هذا الإعلان (الاستيطاني في القدس) في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات غير المباشرة ستنطلق» بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ودعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى «تأكيد زعامته» في بلاده من خلال دفع جهود السلام، لتسوية مشكلة الاستيطان خصوصاً. وزادت: «نحن في حاجة الى اتفاق سلام متفاوض عليه، ويجب ان يتم سريعاً، الآن». بدوره، ندد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الموجود في فنلندا، بموقف الدولة العبرية، وقال انه يظن ان اسرائيل تعمدت الإعلان عن خطة البناء الاستيطاني الجديدة، مضيفاً ان لديه شكوكاً أيضاً في التزام اسرائيل بالسلام. وقال للصحافيين: «أرجو أن يكون الإسرائيليون ما زالوا مهتمين بالسلام على رغم صدور إشارات مختلطة في شكل واضح في الآونة الأخيرة». وأضاف: «أظن أن القرار (الإسرائيلي) كان متعمداً. ليس من رئيس الوزراء (نتانياهو) وانما من شخص ما يريد توجيه هذه الرسالة الخاصة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي. من المؤكد أنه (القرار) صبغ العلاقة كلها في شكل يضر بعملية السلام». وأعربت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي عن قلقها من فشل نهائي لعملية السلام في حال عدم تحقيق تقدم. وقال وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس: «حتى الآن لم يفت الأوان، لكن اذا انتظرنا اكثر من عامين فسيكون فات الأوان، ولن يعود هناك ما يمكن التفاوض في شأنه» بسبب تنامي المستوطنات في الضفة الغربية. وأضاف انه في ذلك التاريخ سيكون «من الصعب جداً رسم الحدود» بين اسرائيل والدولة الفلسطينية، كما ان «القيادة الفلسطينية المعتدلة لن تكون قادرة على البقاء بوصفها شريكاً» في المفاوضات. ومن المقرر ان تزور اشتون حتى 18 آذار (مارس) مصر وسورية ولبنان والأردن واسرائيل التي يتوقع ان تزورها في 17 آذار والأراضي الفلسطينية. وستتوجه ايضاً الى قطاع غزة بعدما وعدتها اسرائيل بأن تسمح لها بدخول القطاع بهدف الاطلاع على كيفية استخدام المساعدة الإنسانية الأوروبية ووضع السكان، مع العلم ان الاتحاد الأوروبي هو اول جهة مانحة للفلسطينيين، ويأمل في اداء دور سياسي اكبر في المنطقة الى جانب الولاياتالمتحدة. وأعلنت اشتون انها لا تنوي لقاء مسؤولين في حركة «حماس» التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي وواشنطن «منظمة ارهابية»، لكنها لم تستبعد إمكان طرح هذه المسألة مستقبلاً، وقالت: «علينا ان ننتظر ونرى» كيفية تقدم مفاوضات السلام. واعتبر وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستاب ان «حواراً مع حماس سيكون ضرورياً على الأمد البعيد». اللجنة الرباعية وكانت اللجنة الرباعية (روسياوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة) دانت قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير، وحذرت من انها ستبحث في «الخطوات الاضافية» اللازمة لمعالجة الوضع على ارض الواقع. واتفق اعضاء اللجنة الرباعية في بيان وُزّعَ في الاممالمتحدة مساء الجمعة، على ان يراقبوا «التطورات في القدس» وأن يبقوا «قيد النظر الخطوات الاضافية التي قد تكون مطلوبة لمعالجة الوضع على ارض الواقع». وأكدوا مجدداً ان «الاجراءات الانفرادية التي يتخذها اي طرف لا يمكن ان تحكم مسبقاً على نتائج المفاوضات، ولن يتم الاعتراف بها من الاسرة الدولية». وأشاروا الى ان السلام العربي - الاسرائيلي وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة يشكلان «مصلحة اساسية لجميع الاطراف المعنية، ولجميع البلدان في المنطقة وللأسرة الدولية». ودعت اللجنة مجدداً «جميع المعنيين الى دعم الاستئناف العاجل للحوار بين الطرفين»، واختتمت بيانها بأنها ستقوم بالتقويم الكامل للوضع الحالي خلال لقائها في موسكو في 19 آذار (مارس). ويأتي هذا البيان قبل اسبوع من اجتماع للجنة في موسكو يحضره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وآشتون.