على رغم أن عملية تصنيع السيارة تخضع لمراحل عدة من الاختبارات والمعايير، تقوم شركات عالمية عدة من آن لآخر، باستدعاء بعض سياراتها من الأسواق، لإصلاح أعطال ناجمة عن أخطاء في مرحلة التصنيع، وذلك خشية أن تؤدي تلك الأعطال إلى حوادث تضر بسمعة الشركة المصنعة وتتسبب لها بخسائر اقتصادية فادحة. ومن المعروف أن الشركات العالمية لا تطرح أي سيارة في الأسواق العالمية إلا بعد تأكدها من تطابقها مع المعايير والمقايييس العالمية. وقررت شركة "تويوتا" للسيارات استدعاء 6.5 مليون سيارة بسبب خلل في مفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية. وأوضحت "تويوتا" أن العطل قد يتسبب في ارتفاع حرارة الأسلاك الكهربائية في مفاتيح النوافذ، وبالتالي نشوب حريق، مؤكدة أنها تلقت تقريراً واحداً حول حادث وقع في الولاياتالمتحدة بسبب هذا العطل، تعرض فيه المستهلك لحرق في يده. واستدعت الشركة سيارات من طرازات "كورولا" و "كامري" و "راف 4" و "يارس فيتز" و "سيون أكس بي" و "ماتريكس" و "هاي لاندر" و "تندرا" و "سيكويا" التي صنعت في الفترة من كانون الثاني (يناير) 2005 وحتى كانون الأول (ديسمبر) 2010. وأعلنت "تويوتا" أيضاً أنها استدعت 140 ألف سيارة من طرازي "كراون" و "كراون ماجيستا" من السوق اليابانية، لعطل في غطاء محرك السيارة قد يتسبب في فتحه أثناء السير. وكانت "تويوتا" قد اتخذت إجراء مماثلاً قبل ذلك في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2012 عندما استدعت 7.4 مليون سيارة. وليست «نيسان موتور» أفضل حالاً، إذ تعتزم استدعاء 58 ألفاً و740 سيارة من الأسواق لا سيما الأميركية، لوجود مشكلة في خزان الوقود قد تتسبب في حدوث تسرب في حال وقوع تصادم. وتطاول هذه المشكلة وحدات معينة من نماذج "ماكسيما" و "ألتيما 3.5" و "تيانا" وكلها مجهزة محركاً من سلسلة «في أو 6 سلندر». وفي حالة نماذج "ألتيما 3.5" فإنها صنعت كلها في الولاياتالمتحدة ما بين آذار (مارس) 2012 وأيلول (سبتمبر) 2015. وكانت "نيسان" استدعت في بادئ الأمر في تموز (يوليو) الماضي نحو 5500 سيارة من نموذج "ماكسيما» لما اعتبرته وقتذاك مشكلة محتملة تم رصدها خلال تجارب التصادم في المعامل. وعقب فضيحة التلاعب باختبارات الانبعاثات، أعلنت "فولكسفاغن" عزمها سحب نحو 8.5 مليون سيارة تعمل بمحركات الديزل في الاتحاد الأوروبي. وشدّدت "فولكسفاغن" على ضرورة تحديد فئات المحرك "إي ايه 189" التي تعاني من المشكلة ذاتها خارج الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة، لافتة إلى أن الجيل الأحدث من المحرك "إي ايه 288" سليم. وأعلنت "هيئة مراقبة الجودة" في الصين أن المشروع المشترك لشركة «فورود موتور» في الصين سيسحب نحو 220 ألف سيارة رياضية متعددة الاستخدام من طراز «كوجا» بسبب احتمال حدوث تسرب للوقود. وأوضحت أن قيادة هذه السيارات على الطرق الشديدة الوعورة قد تؤدي إلى احتكاك أنابيب الوقود في السيارة بمكونات أخرى، ما يؤدي إلى تآكلها مع الوقت وقد يتسبب في تسرب الوقود. ويشمل السحب سيارات «كوجا» أنتجتها بين عامي 2012 و2014 شركة "تشانجان فورد"، وهي مشروع مشترك مناصفة بين "فورد" و "تشونغتشينغ تشانجان أوتوموبيل". وقررت شركة "فيات كرايسلر" وهي ثالث أكبر مجموعة لإنتاج السيارات في الولاياتالمتحدة استدعاء 1.4 مليون سيارة في الولاياتالمتحدة لتحديث أنظمتها المعلوماتية، بعد تعرُّض سيارة تابعة لها من طراز جيب شيروكي متصلة بالإنترنت لعملية قرصنة قام بها باحثان. ويشمل العطل الأجزاء من سيارات جيب غراند شيروكي وشيروكي موديل (2014 - 2015) والشاحنة دودج رام 1500 (2013 - 2015) ودودج فيبر (2013 - 2015) ودورانغو (2014 - 2015) وتشالنجر (2015) وكرايسلر 200 و300 (2015). وليس هذا العطل الوحيد ل "كرايسلر"، إذ أعلنت في 31 تشرين الأول استدعاء نصف مليون سيارة في الولاياتالمتحدة لإصلاح وسادة هوائية وعيوب في نظام الفرامل. وشملت عملية الاستدعاء 560 ألف سيارة من بينها 284 ألف سيارة من طرازي "جيب ليبرتي" و "غراند شيروكي" من إنتاج عامي 2003 و2004 بسبب عيوب في الوسائد الهوائية. ولم تنج إحدى أشهر الشركات الألمانية للسيارات الفارهة "بورشه"، إذ ستستدعي نحو 60 ألف سيارة من إنتاجها في أنحاء العالم لإصلاح خلل محتمل يؤدي إلى تسرب في أحد خطوط مرور الوقود داخل السيارة. وتشمل هذه العملية استدعاء السيارات من طرازي "ماكان إس" و "ماكان تيربو".