لندن - رويترز - قدّم محامو الليبي عبدالباسط المقرحي أمس استئنافاً ثانياً للحكم الصادر بإدانته في قضية تفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي (اسكتلندا) والذي أدى الى مقتل 270 شخصاً. وقُدّم الاستئناف إلى المحكمة العليا في أدنبرة والمشكّلة من خمسة قضاة. ولم يمثل المقرحي (56 عاماً) المريض بسرطان البروستاتا ويقضي عقوبته في سجن غرينوك قرب غلاسكو أمام المحكمة أمس اثناء تقديم الاستئناف. وقالت مارغريت سكوت محامية الدفاع إن المقرحي تابع الجلسة الاجرائية للمحكمة من سجنه حيث يتلقى «جرعات جديدة من علاج» السرطان. ومن المتوقع أن تستغرق المحكمة في مراجعتها الأولية للاستئناف نحو شهر وإن أثيرت تساؤلات عن العملية بسبب التصديق الوشيك في لندن على اتفاق لمبادلة السجناء بين الحكومة البريطانية وليبيا. ويضع اتفاق مبادلة السجناء الذي صيغ عام 2007 ويحتاج الى مصادقة لندن وطرابلس قبل تنفيذه اطاراً يُمكن أن يطبق على المقرحي وهو ضابط مخابرات ليبي سابق. وأبلغ ناطق باسم وزارة العدل البريطانية «رويترز» في لندن أن التصديق سيحدث «قريباً». وأضاف انه في حالة أي سجين في اسكتلندا بما في ذلك المقرحي فإن «أي قرار للنقل بموجب هذا الاتفاق سيرجع الى وزراء اسكتلندا ووزراء اسكتلندا وحدهم». والقضاء الاسكتلندي مستقل عن بقية القضاء في المملكة المتحدة. وقالت مصادر قضائية إن الاستئناف لا يمكن وضع نهاية له الا بطلب من المقرحي نفسه. وقضت محكمة اسكتلندية خاصة انعقدت في هولندا عام 2001 على المقرحي بالسجن مدى الحياة. ورفض الاستئناف الأول المقدم من جانبه في العام التالي. ثم أعادت اللجنة الاسكتلندية لمراجعة القضايا الجنائية القضية الى المحكمة العليا في حزيران (يونيو) عام 2007 على أساس ان المقرحي ربما كان ضحية لاساءة تطبيق أحكام العدالة. وعقدت المحكمة عدداً من الجلسات الاجرائية منذ احالة القضية اليها. ومنها جلسة في شأن مطلب الحكومة البريطانية بابقاء السرية على بعض الوثائق وعدم اطلاع الدفاع عليها أو نشرها على الملأ لدواعي الامن القومي.