طهران، نيويورك، برازيليا، لندن - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» - شدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، على «رسالة الصداقة والأخوة» التي تحملها بلاده لدول الخليج، محذراً إسرائيل من ان أي حرب تشنها ضد لبنان او سورية «لن تنقذها من الزوال». وتطرق نجاد الى زيارته كابول الأربعاء ولقائه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، قائلاً ان «كارزاي أعلن ان الشعب الأفغاني يشكو من تردي الأوضاع، منذ دخول المحتلين الى أفغانستان». وأضاف في اشارة الى قوات التحالف: «أرسلوا قوات إلى أفغانستان تحت مسمى محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات. ماذا كانت نتيجة وجودهم بعد نحو 10 سنوات في أفغانستان؟ لا شيء سوى الفقر وزعزعة الأمن». وزاد في خطاب ألقاه في مدينة بندر عباس عاصمة إقليم هرمزكان جنوبايران: «على الباكستانيين والأفغان ودول منطقة الخليج الفارسي، ان يعلموا ان المحتلين لم يأتوا لخدمتهم». وتساءل في اشارة الى وجود القوات الأميركية والغربية في المنطقة: «ما الذي تفعله في منطقتنا؟ لماذا أرسلتم جيوشكم الى منطقتنا؟». وحذر نجاد «دول المنطقة في شأن وجود القوى المستأسدة التي لم تأتِ الى هنا من أجل الديموقراطية، او لاستعادة الأمن ومحاربة الإرهاب او مكافحة تهريب المخدرات». وقال: «يجب أن تدرك دول الخليج الفارسي، ان رسالة إيران لدول المنطقة لا تعدو كونها رسالة صداقة وأخوة، والشعب الإيراني لن يسمح للقوى العالمية الفاسدة بزعزعة استقرار الخليج الفارسي». وأضاف: «تخطئ قوى الاستكبار اذا تصوّرت انها ستكون قادرة، من خلال ارسال جنودها الى المنطقة، على الهيمنة على نفط العراق والخليج الفارسي، لأن شباب منطقة هرمزكان والخليج الفارسي سيتصدون لها ويقطعون أيديها عن نفط منطقة الخليج الفارسي». ورأى نجاد ان «النظام الصهيوني هو اكثر نظام مكروه في العالم، وفي طريقه الى الزوال، وسيختفي سواء أحب ذلك او لم يحب». وقال: «حتى مواجهة عسكرية جديدة، لن تنقذ الكيان الصهيوني. يرسمون خططاً ويتصورون في عقولهم المريضة وأفكارهم المتخلفة بأنهم إذا شنوا حرباً جديدة ضد لبنان او سورية، قد يزيد ذلك في عمرهم المشؤوم». وأضاف: «أقول لهم: لا الحرب ولا العدوان ولا الغطرسة ستنقذكم». أما وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي، فاعتبر ان «الأمن والاستقرار في الخليج الفارسي، رهن بقوة القوات المسلحة الإيرانية واستعدادها». وأعلن في بندر عباس ان «منظومة من الدفاع الجوي متوسطة المدى، ستكون في حوزة قواتنا المسلحة قريباً». وفي نيويورك، أعلن ديبلوماسيون ان الغرب يواجه صعوبة في التوصل الى توافق في مجلس الأمن، حول فرض عقوبات جديدة على ايران، وتوقعوا ان تستغرق هذه العملية أسابيع عدة. وقال ديبلوماسي ان «الغربيين (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) يواصلون تلقي إشارات متناقضة من الصينيين الذين لا يستبعدون مناقشة إجراءات جديدة في مجلس الأمن، لكننا لا نرى من جانبهم اي التزام فعلي وواضح في المفاوضات». وأبدى أمله بإجراء «مفاوضات جوهرية» في الأيام المقبلة، في إطار الحوار بين الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). في السياق ذاته، أكد وزيرا الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم والألماني غيدو فيسترفيلله خلافهما حول اسلوب التعاطي مع ايران. وقال اموريم بعد لقائه نظيره الألماني في برازيليا: «نريد ان تبدي ايران وضوحاً وشفافية تجاه الأسرة الدولية حول برنامجها النووي، لكن يجب ان نأخذ في الاعتبار قبل كل شيء رغبة ايران في التفاوض». واضاف: «لا سبب لعدم التفاوض مع ايران. من الضروري ان نظهر مرونة». اما فيسترفيلله فقال: «نعيش على قارتين مختلفتين والمسافة التي تفصل ايران عن البرازيل وأوروبا كبيرة». وأضاف: «نحن مستعدون للتفاوض، لكن وكما تشكّل لدينا شعور بأن مد يدنا لم ينجح، يجب ان نبحث في اجراءات اخرى». في غضون ذلك، أعلن حزب «المحافظين» المعارض في بريطانيا انه سيؤيد فرض مجلس الأمن حظراً على بيع ايران اسلحة وعلى استثمارات النفط والغاز، اذا لم تستجب طلب المجتمع الدولي وقف برنامجها النووي. وقال وليام هيغ الناطق باسم السياسة الخارجية للحزب، ان عدم تعاون ايران مع الوكالة الدولة للطاقة الذرية، «يبرر رداً حاسماً وقوياً من العالم»، مضيفاً: «اذا لم تغيّر ايران مسارها، سنبذل قصارى جهدنا لتأمين إجراء مماثل يجب ان يشمل فرض حظر شامل على الأسلحة وحظراً لاستثمارات النفط والغاز ونظام تفتيش لمنع تهريب (مواد) نووية الى ايران». وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب «المحافظين» سيفوز في الانتخابات الاشتراعية المقررة خلال اسابيع.