أعلنت 100 شخصية شيعية من بلدة العوامية (محافظة القطيف)، تأييدها لمبادرة الشيخ جعفر آل ربح، التي تهدف إلى «رفع الاحتقان» عن البلدة، و«الخروج من أزمة التوتر» التي تشهدها منذ نحو 3 أعوام، مشيدين بدور علماء محافظتي الأحساءوالقطيف، في «نبذ العنف ودعوتهم للسلم الأهلي والأمن الاجتماعي». وأكد المؤيدون في بيان أصدروه مساء أول من أمس، على «الدعم الكامل لمبادرة الشيخ جعفر آل ربح، للخروج من أزمة التوتر، ورفع الاحتقان عن العوامية»، مقدمين شكرهم لمجموعة «زكا» في العوامية، التي سبقتهم إلى تأييد المبادرة، وذلك «على دعمها لها»، مشيدين بجهود العلماء الذين «أصدروا بيان نبذ العنف والتسلح حماية لسلم وأمن المجتمع». وتأتي هذه المبادرة امتداداً لسلسلة من المبادرات المؤيدة لبيان علماء الأحساءوالقطيف، التي تهدف إلى «رفع الاحتقان» عن بلدة العوامية والخروج من «نفقها المظلم»، الذي وصفه الربح، في حديث سابق إلى «الحياة» بأنه «آخر مخارج الطوارئ». وكان الشيخ عبدالله الخنيزي، الذي يعد أحد أبرز العلماء الشيعة في المنطقة الشرقية، دعا يوم الجمعة الماضي إلى ضرورة «عدم الاشتغال بالقضايا والأمور التي تهدر الجهد، وتمحق البركة، وتجرّ إلى المزالق التي لا تحمد منها العاقبة»، معتبراً العنف ومظاهر الجريمة والانحرافات السلوكية «نتيجة حتمية وإفرازاً طبيعياً للبعد عن التدين الحقيقي، وعدم ممارسة القيم الأخلاقية»، مشدداً على «تحمل المسؤولية، التي تفرضها طبيعة المرحلة». وأكد على «الوقوف ضد أي دعوة لا تُبنى على رصين من الفكر، ولا تقوم على قويم من الدعائم، خصوصاً تلك الدعوات التي تصدر من جهات غير آبهة بالحفاظ على سلامة الناس وصيانة المجتمع». وحث الخنيزي، شبان القطيف في كلمة وجهها لهم، على «التمسك بالقيم العليا، وتجسيد المبادئ المثلى التي قام عليها الإسلام العظيم، وضحى من أجلها وفي سبيلها نبي هذه الأمة وأئمة أهل البيت الهداة، الذين ساروا على ناصع نهجه، وسلكوا دروبه من التسامح والمحبة والرفق والأمر بالمعروف والإصلاح». وشدد على أهمية «استثمار الشبان لطاقاتهم، بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالمنفعة والصلاح؛ وذلك بالأخذ بأسباب العلم والمعرفة والتنمية وعدم الاشتغال بالقضايا والأمور التي تهدر الجهد، وتمحق البركة، وتجر إلى المزالق التي لا تحمد منها العاقبة». ودعا إلى «القيام بالواجب وتحمل المسؤولية التي تفرضها طبيعة المرحلة. ويجب أن يتضاعف الوعي، وتعمل الحكمة، وتتضافر الجهود، وأن يقف الجميع وقفة الحزم والحذر من أي دعوة لا تُبنى على رصين من الفكر، ولا تقوم على قويم من الدعائم، وغير معنية بالمكتسبات والمصالح التي جاهد المخلصون في تكريسها». وأشار الخنيزي، إلى أن «المجتمع يعيش في زمان تعددت فيه قنوات التواصل الاجتماعي. وغلب الغث فيها على السمين، ما يوجب أخذ الحيطة والاحتراز من الجري وراء الشعارات الزائفة، أو الانخداع في الدعوات التي ظاهرها يكون براقاً، فيما يكون جوهرها متجاوزاً للمصلحة العامة، وصولاً لمآرب شخصية، أو فئوية خانقة». وطالب أبناء المجتمع بضرورة «القيام بالمسؤولية الشرعية والاجتماعية والوطنية، وصيانة المجتمع من أي حال من الحالات التي تستهدف وجوده وقيمه وأصالته أو تشوه تاريخه»، داعياً في الوقت ذاته إلى «نبذ الخلافات والمشاحنات والمزايدات بين العاملين على الساحة الاجتماعية؛ وصولاً لمجتمع ينعم بالاستقرار ويتطلع لتحقيق النماء، وتلبية الاحتياجات بالطرائق السلمية، والأساليب الحضارية لا بالقوة والعنف»، داعياً الله أن «يحفظ لهذا المجتمع عزته وكرامته وأمنه».