فاز فيلم «مغربون» للمخرجيْن التونسييْن مروان الطرابلسي وعربية عباسي بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الخامسة ل«مهرجان كام السينمائي الدولي للأفلام القصيرة» في القاهرة، والذي نظم بين 12 و17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بمشاركة 80 فيلماً من 22 بلداً عربياً وأجنبياً. ويصنف «مغربون» الذي تبلغ مدته 30 دقيقة، ضمن خانة الأفلام الاجتماعية والسياسية التي أنتجت بعد حوادث الربيع العربي في 2013، وهو الفيلم العربي الوحيد المتوج في هذه الدورة. ويتناول الفيلم شهادات حية لشخصيات تونسية «تعرضت للتعذيب والتشريد بهدف كسر روح الفكر وحس المقاومة لديها، خلال فترات الحكم التي تعاقبت منذ استقلال البلاد». وقال الطرابلسي إن «الجمعية التونسية للتنمية تواصلت معنا بخصوص التعاون معها في مشروع حول العدالة الانتقالية، أثمر عنه هذا الفيلم، وهو أقرب إلى شريط وثائقي استقصائي عن المساجين السياسيين في تونس في فترة ما بعد الاستقلال». وأضاف أن «قيمة مهرجان كام لا تقاس بمدى شعبيته عربياً وحسب، بل بالقيمة الفنية للأفلام المعروضة من مختلف الدول حول العالم». ولفت إلى أن «الجوائز باختلاف أنواعها، هي اعتراف بالقيمة الفنية والتقنية للفيلم، وحافز معنوي يدفع المخرج إلى مزيد من الإبداع». وأوضح الطرابلسي أن «من يتابع السينما التونسية، يرى أن المخرج يلعب كل الأدوار، فهو مدير تصوير ومنتج وموزع في الوقت ذاته، ما يحد جزئياً من جودة العمل الفني ويثقل كاهله»، مشيراً إلى عدم وجود دعم من مؤسسات الدولة الثقافية. وتابع أنه «على رغم الثراء التاريخي والحضاري لتونس، فإن الإنتاج السينمائي فيها يعتبر ضعيفاً، ولم يتطرق بعد إلى كل المواضيع المطروحة والمتوافرة، بسبب نقص الدعم المادي». واعتبر المخرج الشاب أن «الثورة كان لها أثر إيجابي كبير على الإنتاج السينمائي التونسي، من حيث التحرر من الرقابة والبيروقراطية الإدارية المسلطة على القطاع السينمائي خاصة، والفني عامة»، مؤكداً أهمية الأفلام الوثائقية، كونها «ذاكرة الشعوب، ومن لا أفلام له لا ذاكرة له». وسبق أن فاز «مغربون» بجائزة أفضل شريط تونسي قصير في الدورة الثالثة من «مهرجان أفلام حقوق الإنسان» في تونس، ونال تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم الدولية للأفلام القصيرة في «مهرجان سوس» في المغرب هذا العام. وسيعرض الفيلم في «مهرجان الفيلم الوثائقي» في مدينة قلميم المغربية بين 24 و27 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.