دشن الرئيس رجب طيب أردوغان نهجاً جديداً في احتفالات عيد الجمهورية الثاني والتسعين، باستبداله العرض العسكري التقليدي باستعراض لطلاب مدارس ومؤسسات مدنية قدمته فتيات محجبات، وشاركت فيه الفرقة الموسيقية للقصر الجمهوري التي شكلت محور انتقادات وجهها مثقفون لأردوغان في شأن إهمالها وعدم زيارته أفرادها مرة واحدة منذ توليه منصبه. وقاطعت كل الأحزاب الممثلة في البرلمان الاحتفال الذي استضافه القصر الجمهوري، تأكيداً لموقفها من أردوغان والقصر الذي أثار جدلاً واسعاً حول قانونية بنائه على أرض مزرعة امتلكها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. وعشية الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة الأحد، أفاد مركز «أي آند جي» للبحوث، على رغم الحظر القانوني المفروض، بأن حزب «العدالة والتنمية الحاكم زاد نسبة التأييد التي يتمتع بها ست نقاط مئوية، ما يكفي لتشكيله حكومة بمفرده»، علماً انه فشل في نيل الغالبية المطلوبة في انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي. وخالف ذلك استطلاعات أخرى للرأي أجريت أخيراً، ورجحت ألا تتغير الصورة كثيراً عما كانت عليه في انتخابات حزيران، «ما يجعل الفرصة شبه معدومة لتشكيل حكومة من حزب واحد». وجدد أردوغان اتهامه حزب «الشعوب الديمقراطي» الكردي بالتماهي مع حزب العمال الكردستاني ودعمه سياسياً. وقال: «نواجه إرهاباً مدعوماً من الغرب، ومن المهم ملاحظة أن شركة الدعاية التي عملت مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في حملة الانتخابات تساعد حزب الشعوب في هذه الانتخابات لإزالة صورة الإرهاب عنه أمام الناخبين». ورد صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب «الشعوب الديمقراطي»، سريعاً عبر تغريدة على «تويتر» سخر فيها من أوباما قائلاً: «تساعدني من دون أن تخبرني بذلك يا ظالم»؟ وفي إطار تداعيات الحملة الأمنية على تنظيم «داعش» المتهم بتنفيذ ثلاثة تفجيرات ضربت تركيا منذ حزيران، كشفت المعارضة أن عناصر من «خلية ديار بكر» اعتقلوا الأسبوع الماضي انضموا إلى وقف «التوحيد الإسلامي في دياربكر» الذي شكا عدد من أعضائه العام الماضي للصحافة خضوعهم لمراقبة أمنية واستخباراتية، وتحدثوا عن زرع ميكروفونات وكاميرات سرية في مقر الوقف. ويشير ذلك وفق المعارضة إلى أن «أجهزة الأمن اشتبهت بأعضاء الوقف سابقاً قبل أن توقف ملاحقتهم لسبب غير معلوم، على رغم تأكيد الأجهزة أن صفحات الموقوفين في ديار بكر على فايسبوك وتويتر تكشف بوضوح انتماءهم إلى داعش وترويجهم أفكاره». وفي سياق الحملة الرسمية على وسائل إعلام تركية، لم تصدر أمس صحيفتا «بوغون» و»ملت» اللتان تملكهما مجموعة «ابياك – كوزا» التابعة لجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، وذلك غداة دهم الشرطة محطتي «بوغون تي في» و»كنال تورك» التلفزيونيتين اللتين تملكهما المجموعة. وباشر الوصي القانوني المقرب من أردوغان فصل رؤساء تحرير هذه المؤسسات، مهدداً بوقف كل من يواصل الكتابة في الخط المعارض ذاته. وأطلق ذلك سباقاً محموماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أنصار أردوغان لترشيح أسماء صحافيين موالين للعمل كرؤساء تحرير في تلك المؤسسات، في مقابل الاستهزاء بجماعة غولن، والدعوة إلى توسيع الوصاية لتشمل كل وسائل الإعلام المعارضة أو الليبرالية.