واشنطن، نيويورك، دبي، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - اتهمت إسرائيل روسيا والصين ب «التلكؤ» في شأن فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة إبقاء كل الخيارات «على المائدة» لإرغامها على الإذعان لمطالب المجتمع الدولي. واتهم رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي إيران ب «محاولة زعزعة استقرار المنطقة، من خلال وكلائها حزب الله وحماس ومنظمات إرهابية أخرى». وقال في مأدبة عشاء أقامتها جماعة «أصدقاء قوات الدفاع الإسرائيلي»: «ولذلك على المجتمع الدولي ان يوقف البرنامج النووي الإيراني من أجل مصلحته، مع إبقاء كل الخيارات مطروحة على المائدة»، في إشارة الى الخيار العسكري. والتقى أشكنازي مسؤولين بارزين في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الدفاع الأميركية، إضافة الى مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز ورئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن. في غضون ذلك، اعتبرت المندوبة الإسرائيلية لدى الأممالمتحدة غابريلا شاليف ان خياري السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، او مهاجمة منشآتها الذرية، «سيئان»، لكنهما اقرب مما كانا عليه قبل سنة. وقالت: «معلوماتنا الاستخباراتية تفيد بأن إيران تسعى الى امتلاك قدرات نووية مماثلة، والأمر لا يتعلق بسنوات». وأضافت ان مسؤولين اسرائيليين وأميركيين بارزين، سياسيين وعسكريين، يناقشون الآن ما اذا كان البرنامج النووي الإيراني سيتوقف، اذا تعرّض لهجوم. وأوضحت ان الخيار العسكري ما زال «مطروحاً». ورأت شاليف ان «الفرص تبدو الآن ضعيفة، في ما يتعلق بفرض عقوبات تشلّ إيران»، اذ ان «الصين وروسيا ما زالتا تتلكأن، وتتطلعان الى المسار الديبلوماسي. إننا اكثر من متشككين، لأن تلك المبادرات الديبلوماسية طُرحت على مدى السنوات الماضية، ويسخر الإيرانيون منها». وأشارت الى ان روسيا بدت في بادئ الأمر مؤيدة لجهود فرض عقوبات على إيران، لكن يبدو أنها لم تعد مؤيدة جداً لذلك. ولفتت الى ان موسكو وبكين «لا تريدان التسبب بأي ضرر للشعب الإيراني». وأضافت انه اذا لم يفرض مجلس الأمن عقوبات «تشل ايران»، فإن اسرائيل «ستعوّل على الدول ذاتها» مثل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، من اجل فرض عقوبات ثنائية على طهران. جاء ذلك في وقت طالبت «لجنة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية» (إيباك)، وهي أبرز لوبي يهودي في الولاياتالمتحدة، جميع اعضاء الكونغرس بفرض «عقوبات قاسية على ايران». وأشارت «ايباك» في رسالة وجهتها الى الكونغرس، الى ان «ايران تواصل سباقها لامتلاك سلاح نووي، ساخرة من التزاماتها الدولية حيال معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية». واعتبرت ان إيران تشكل بالنسبة الى المجتمع الدولي تهديداً «متزايداً وأصبح الآن داهماً». ودعت الرسالة الكونغرس الى اقرار مشروع قانون «من دون تأخير»، يفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع قطاع الطاقة في ايران، او تقدم تكنولوجيا حساسة لطهران. وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «إيران لا تشكل أي خطر على أوروبا أو الولاياتالمتحدة، وهذا أمر واضح». وقال ان «طهران لا تملك الآن، وليس من المتوقع أن تملك في وقت قريب، منظومات صاروخية قادرة على استهداف الأراضي الأوروبية أو الأميركية». في غضون ذلك، ارتفع عدد شركات النفط التي أوقفت تعاملاتها مع إيران، بسبب تهديدات بالتعرّض لعقوبات أميركية مستقبلاً، إذ قال تاجر نفط في دبي إن شركة «رويال داتش شل» العملاقة أوقفت بيع طهران البنزين. وستنضم الشركة إلى «بي بي» و «ريلاينس اندستريز» و «غلينكور» وشركات أخرى، إما أوقفت بيع ايران وقوداً، أو اتخذت قراراً بعدم التوقيع على اتفاقات جديدة معها. في الوقت ذاته، أعلنت شركة «إنغرسول راند»، وهي مؤسسة عالمية لصنع الضواغط الهوائية وأنظمة التبريد للمباني ووسائل النقل، انها لن تسمح بعد الآن للشركات التابعة لها ببيع إيران أجزاء او منتجات. جاء ذلك في رسالة بعثت بها الشركة الى جماعة الضغط «متحدون ضد ايران نووية» التي أفادت بأن «جنرال الكتريك» و «هنتسمان كورب» و «كاتربيلار» وافقت على قطع علاقاتها بإيران. وقال رئيس الجماعة مارك والاس ان قرار «إنغرسول» «يجب اعتباره إنذاراً لتلك الشركات التي لا تزال تتعامل مع ايران». وأوردت الشركة في موقعها الإلكتروني أسماء 200 شركة استُهدفت بسبب تعاملاتها مع ايران، بينها «هاني ويل انترناشيونال» و «رويال داتش شل» و «هيوليت باكارد» و «ادفانسد ميكرو ديفايسز» و «كوكا كولا». الى ذلك، اعلنت عائلات ثلاثة أميركيين معتقلين في إيران منذ تموز (يوليو) الماضي بعد دخولهم أراضيها من كردستان العراق، انها تلقت للمرة الأولى اتصالات هاتفية منهم الثلثاء.