دعا زعيم حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر عمار سعداني، فرنسا إلى «الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها في الجزائر أيام الاستعمار»، ما شكّل صدمة على الساحة السياسية بسبب «تراجع» حدة الخطاب الجزائري الرسمي حيال مسألة «الذاكرة المشتركة» مع فرنسا بناءً على رغبة شخصية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال سعداني إن «تاريخ فرنسا في الجزائر حالك، وعليها أن تعترف بالجرائم التي ارتكبتها بين عامَي 1830 و1962»، وهي فترة 132 سنة من الاحتلال انتهت بثورة دامت 7 سنوات، هُزمت فرنسا في نهايتها. وتعاكس لهجة سعداني الخطاب الذي اعتمده الرئيس الجزائري في السنوات ال8 الأخيرة، بما أن بوتفليقة درج في هذه الفترة على تبني نزعة «براغماتية» في علاقات بلاده مع باريس، بعكس سنوات حكمه الأولى التي كان يطالب فيها باعتراف فرنسي واعتذار عن الحقبة الاستعمارية. وكان سعداني يتحدث خلال مؤتمر في البرلمان الجزائري سُئل فيه عن رغبة «الأقدام السوداء» في العودة إلى الجزائر، في إشارة إلى آلاف الفرنسيين الذين ولدوا في الجزائر وغادروها جماعياً، بعد استفتاء تقرير المصير الذي نُظِم في 3 تموز (يوليو) 1962، وحصلت بموجبه الجزائر على استقلالها.