خرج عدد من المصابين في التفجير الإرهابي في مسجد المشهد من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج، نتيجة الإصابات التي لحقت بهم، فيما لا يزال آخرون يرقدون على السرير الأبيض. بدوره، نقل المدير العام للتعليم في منطقة نجران ناصر المنيع أمس تعازي وزير التعليم عزام الدخيل، إلى رئيس قسم النشاط الثقافي في تعليم المنطقة سعيد آل مرضمة، في وفاة والده شهيد التفجير الإرهابي في مسجد المشهد بنجران علي أحمد آل مرضمة. وتقدم المنيع وفداً كبيراً من مديري الإدارات ورؤساء أقسام الإدارة والمشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين، لتقديم واجب العزاء إلى آل مرضمة. وقال المنيع إلى أسرة الشهيد: «إن ما قام به والدكم من عمل افتدى به إخوانه وأبناءه المصلين يفتخر به شعب المملكة الذي يبادلكم الأحزان»، داعياً المولى - عز وجل - «أن يحفظ البلاد والعباد من شر أصحاب الفكر الضال»، مؤكداً أن «الوطن سيبقى شامخاً متماسكاً ملتفاً حول قيادته، لردع كل من يحاول إثارة الفتنة أو النعرات الطائفية المقيتة». من جهة أخرى، نقل منسوبو تعليم المنطقة أمس تعازي وزير التعليم إلى أسرة رئيس قسم اللغة العربية في إدارة الإشراف التربوي أحمد بقار مدخلي في وفاة ابنه مهند الذي وافته المنية أول من أمس، بعد معاناة مع المرض، وقال المنيع في مخيم العزاء: «إن وفاة مهند أحزنت الجميع، كونه أحد الطلاب المتفوقين في تعليم نجران، وحاصل على جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتفوق العلمي في التربية الخاصة للعام الحالي 1436ه». إلى ذلك، استنكر أكاديميون في جامعة نجران الاعتداء الآثم على مسجد المشهد في حي دحضة بمنطقة نجران أول من أمس، الذي راح ضحيته شهيدان وعدد من المصابين، مؤكدين أن «تلك الأعمال الإجرامية التي لم تراع حرمة لبيوت الله لن تزيد أبناء المملكة، إلا تماسكاً ووحدة لدحر من يحاول زعزعة أمن واستقرار الوطن». وأوضح وكيل الجامعة الدكتور محمد فايع أن «حادثة التفجير آلمت المجتمع السعودي بكل أطيافه من فئة مارقة لا هم لها إلا تفكيك وحدة أبناء الوطن»، مبيناً أن «أبناء هذا الوطن جميعاً يقفون سداً منيعاً ضد كل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية التي تتجلى في كل محنة يمر بها الوطن، من خلال تعاونهم مع الجهات الأمنية في مطاردة الإرهاب ونفيه طوال السنوات الماضية». بدوره، أشار وكيل الجامعة للتطوير والجودة الدكتور يحيى الحفظي إلى أن «الرخاء والأمن الذي تشهده المملكة سبّب حقداً من أعداء وطننا، فأصبح شغلهم الشاغل زعزعته وفك لحمته الوطنية»، لافتاً إلى أنهم حاولوا خلال سنوات مضت وما زالوا في تحقيق مرادهم إلا أنهم فشلوا. من جهته، أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد سلطان أن التكاتف الذي يشهده البعيد قبل القريب بين القيادة والشعب كفيل بالقضاء على هذه الشرذمة المارقة، التي تعمل لخلق الفوضى والبلبلة التي يرفضها المجتمع السعودي شكلاً ومضموناً، لافتاً إلى أن حادثة التفجير وحّدت أبناء المملكة من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، وهو ما يغيظ الأعداء الذين لا يريدون ذلك ويسعون إلى بث الفرقة. من ناحيته، شدد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور جبران القحطاني على أن المملكة كانت سباقة في العمل على محاربة الإرهاب بكل أشكاله وفضحه والتحذير من الصراعات التي يجد له فيها بيئة خصبة للنمو، وهو ما دعا هذه الجماعات ومن يدعمها إلى محاولة زعزعة أمننا الذي ننعم به. أما المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام الجامعي في الجامعة الدكتور زهير العمري فوصف العمل ب«الجبان»، مضيفاً: «يعتقد أعداؤنا أن ما يقومون به سيضعف من عزيمتنا في مواجهة الإرهاب ودحره، إلا أن مثل هذه الحوادث الغادرة لن تزيدنا إلا تماسكاً وصلابة في محاربة الأفكار الدخيلة»، موضحاً أن المجتمع السعودي مجتمع يرفض العنف بكل أشكاله ولن ينال أعداؤه مبتغاهم. جراحة لمعالجة مصاب في «تفجير نجران» أجرى فريق طبي متخصص في المخ والأعصاب وجراحات العمود الفقري في مستشفى الملك خالد نجران جراحة دقيقة، تم من خلالها استخراج شظايا استقرت حول الحبل الشوكي للعمود الفقري لأحد مصابي التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد المشهد أخيراً. وزارت «الحياة» المصاب، وهو بحال صحية مستقرة. يذكر أن التفجير الذي وقع مساء الإثنين الماضي أسفر عن استشهاد مواطنين، وإصابة 25 آخرين، إضافة إلى مقتل منفذ التفجير الانتحاري سعد الحارثي.