ليست سورية وحدها التي هرب شعبها من الحرب والدمار الذي حل بها بحثاً عن الأمان. إذ إن سكان أكثر من 20 دولة حول العالم يهاجرون طلباً للجوء في دول أخرى تحفظ لهم حقوقهم الأساسية. وذكرت «المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» أن هناك 7 دول غير شرق أوسطية اختار شعبها النزوح أو طلب اللجوء إلى دول أخرى. وبالإضافة إلى الحروب والتشرد هناك عوامل أخرى لخروج السكان من أوطانهم الأصلية بحثاً عن أخرى، منها الاضطهاد الذي تتعرض له الأقليات، والجماعات المتطرفة التي تحدث خللاً في الأمن العام، وعصابات المخدرات، والظروف المناخية مثل الفيضانات والزلازل، والفقر والجوع. ميانمار تعاني الأقلية المسلمة ال«روهينغا» من الإضطهاد والقمع الذي يمارس عليها من قبل الحكومة التي تعتبر المسلمين مهاجرين غير شرعيين على رغم وجودهم في البلاد منذ أجيال. ويعيش حوالي 376 ألفاً و500 شخص منهم في مخيمات للاجئين في ولاية راخين بصفتهم «نازحين». ويبلغ عدد اللاجئين في الخارج 479 ألفاً، غالبيتهم في الصين وتايلند. أما عدد القتلى من هذه الأقلية منذ العام 1948، فبلغ حوالي 112 ألف مسلم، وفي العام 2014 وحده سقط 83 قتيلاً. نيجيريا بلغ عدد القتلى في العام 2014، 11 ألف قتيل، ويعود سبب ارتفاع عدد القتلى إلى الجماعة المتطرفة «بوكو حرام» التي تأسست في العام 2009. وتهدد الجماعة الأمن في نيجيريا وتشتبك مع القوات الحكومية، وتهاجم المدارس والكنائس والمنشئآت الحكومية، ووصل عدد النازحين مليوناً و188 ألفاً، في حين بلغ عدد اللاجئين 90 ألفاً و921 لاجئاً. الفيليبين من الجماعات الأعنف في الفيليبين هي الجماعة الإسلامية الانفصالية «أبو سياف» التي تشتهر بأعمال العنف والتفجيرات وتهديد السلام في المنطقة. وواجهت مانيلا صراعاً دامياً لمدة عقود مع المتمردين الإسلاميين في الأدغال جنوب البلاد. وعلى رغم محادثات السلام بين الطرفين لوقف إطلاق النار، إلا أن الجماعات المتمردة واصلت العنف والخلافات بشأن الإصلاحات في الحكم الذاتي في المنطقة. وبسبب هذا الإرهاب قتل خلال العام الماضي 190 شخصاً، ونزح 142 ألفاً و430 شخصاً، وبلغ عدد اللاجئين في العالم 670 شخصاً. أوكرانيا بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام الماضي، قامت موسكو بدعم المتمردين الإنفصالين في حربهم ضد الحكومة الأوكرانية في دونيتسك وهانسك، وعلى رغم محادثات السلام بين الطرفين لوقف إطلاق النار، إلا أن هذا الصراع رفع عدد القتلى في العام الماضي إلى 6 آلاف شخص بسبب الحرب، وبلغ عدد النازحين في أوكرانيا 832 ألف شخص، في حين بلغ عدد اللاجئين 237 ألفاً و636 شخصاً. المكسيك بدأت الحكومة المكسيكية في العام 2006 هجوماً عسكرياً ضد عصابات المخدرات التي نمت بشكل متزايد على مدى عقود عدة، والتي أصبحت أكثر تمرداً وتطرفاً وبلغت ذروتها في العام 2011، وأدى هذا الإشتباك بين الحكومة والعصابات إلى زيادة إطلاق النار، وجرائم الخطف والقتل. وتمثل معدلات القتل في المكسيك بين العامين 2007 و2011 الأعلى في 20 دولة حول العالم، إذ بلغ عدد القتلى منذ العام 2006 ما يقارب 80 ألفاً، في حين بلغ عددهم في العام الماضي ستة آلاف، ووصل عدد اللاجئين المكسيكيين إلى عشرة آلاف و666 لاجئاً. جمهورية الكونغو الديموقراطية عانت الكونغو منذ العام 1990 استمرار الصراع بين الجماعات المتمردة من العرقيات المختلفة (الهوتو والتوتسي)، إذ تصاعد مستوى العنف في شمال الجمهورية وشرقها، وبلغ عدد القتلى في العام الماضي حوالي 1235 قتيلاً، في حين بلغت حصيلة القتلى منذ العام 1996 مليونين و250 ألفاً. ووصل عدد اللاجئين من الكونغو إلى مليون شخص، وبلغ عدد النازحين مليونين و756 ألفاً و585 شخصاً. كولومبيا يعد النزاع في كولومبيا أطول نزاع في نصف الكرة الغربي منذ أكثر من 50 عاماً. ومن أسباب العنف هي الصراعات في المناطق الريفية بين أنصار الحزبين الليبرالي والمحافظ. وتكررت الإشتباكات على مر السنين بين الحكومة والجماعات الماركسية وعصابات القوات المسلحة الثورية، وجيش التحرير الوطني، والجماعات اليمينية شبه العسكرية. وبسبب أعمال العنف المستمرة سقط عشرات ألوف من المدنيين بسبب عمليات الخطف والألغام الأرضية التي خلفتها الصراعات والإشتباكات. وبلغ عددهم منذ العام 1975 حوالي 58 ألف قتيل، في حين بلغ عدد القتلى خلال العام الماضي 449 شخصاً، أما النازحين فوصل عددهم إلى ستة ملايين، وسجل اللاجئون الكولومبيون 360 ألفاً و298 لاجئاً.