اعتبرت الحكومة التونسية أن ما عُرف بملف «الخلاف الأمني» مع الجزائر بخصوص تعاونها مع الولاياتالمتحدة «قضية لم تعد تطرح مشكلة» بين البلدين، وذلك بعد تجديد رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد خلال لقائه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، التطمينات بعدم وجود أي «اتفاق قانوني» مع واشنطن. وذكر مصدر مأذون ل «الحياة» أن زيارة الصيد إلى الجزائر توِّجت بتوافقات جديدة على صعيد التعاون الأمني. وأضاف أن المسؤول التونسي «تمنى» إيجاد صيغة للتعاون العسكري المباشر على الحدود تتجاوز معضلة القيود الدستورية لدى البلدين التي تفرض عقيدة عدم تنفيذ الجيوش عمليات خارج الحدود. وأنهى الصيد زيارته للجزائر بتوقيع اتفاقات ومذكرات تعاون عدة بين البلدين شملت المجالات ذات الاهتمام المشترك، ضمن إطار أعمال الدورة ال20 للجنة المشتركة العليا بين البلدين. وأعلن الصيد في ختام اجتماعه مع بوتفليقة عن تطابق كبير في وجهات النظر بين الدولتين بخصوص «إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا»، مشيراً إلى عزم البلدين على القيام بمبادرات في «القريب العاجل» من أجل الإسراع في إيجاد «حل نهائي» لهذه القضية. كما أبرز رئيس الحكومة التونسي أن بلاده والجزائر «تدعمان» جهود الأممالمتحدة في شأن الوضع في ليبيا، معرباً عن أمله في أن «يؤتي هذا الجهد نتائجه». على صعيد آخر، قدم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتذار بلاده عن حادث تفتيش وزير الاتصال الجزائري حميد قرين في مطار أورلي الباريسي في منتصف الشهر الجاري، مشيداً بالشراكة الاقتصادية الاستثنائية التي تربط البلدي. وأتى كلام فابيوس إثر لقائه نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، عقب اختتام أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة «كوميفا» والتوقيع على ثمانية اتفاقات اقتصادية. ووصف وزير الخارجية الفرنسي الحادث بالمؤسف، مؤكداً أن العلاقات الثنائية في أفضل حال، وذلك بعد احتجاج السلطات الجزائرية التي أعربت عن استيائها، واصفة الحادث بغير المقبول. وسارعت الخارجية الفرنسية إلى التعبير عن أسفها والتأكيد أنها ستعمل على ألا يتكرر مثل هذا الحادث المؤسف. من جانبه، أكد لعمامرة ضرورة العمل على عدم تكرار هذا الحادث سواء كان لوزراء أو ديبلوماسيين أو مواطنين عاديين. ووقّع الجانبان اتفاقاً حكومياً يتيح لحاملي الشهادات الجزائريين العمل في الشركات الجزائرية في فرنسا والعكس بالنسبة للشباب الفرنسيين. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل لعمامرة ووزير الصناعة عبدالسلام بوشوارب أول من أمس، في قصر الإليزيه.