نحن حالياً نعيش مراحل الاحتراف الصعبة، والمنعطف الذي يمكن أن يعطينا مدلولات لهذا الاحتراف الذي سارعنا إلى طرقه قبل غيرنا في المنطقة، وتاريخنا مع الاحتراف قديم، لكننا لم نرسمه بالصورة التي تمكّننا من معايشته لأجل التطوير، فالاحتراف تعاملنا معه لسنوات كمسمى، مجرد ان اللاعب يوقع عقداً احترافياً يحترف بموجبه لعبة كرة القدم، لكننا مع مضي الوقت وجدنا هذا الاحتراف عالماً مليئاً بآليات التطوير والمصالح المطلوبة، ومن خلال الاحتراف تحولت ملاعب الكرة الى شبه صالات عرض فخمة بعد ان مضينا ردحاً من الزمن نفترش مدرجات الاسمنت الحارقة، وسنطبق الدخول للملاعب آلياً في القريب العاجل في كل الملاعب، لنلغي بذلك حالات التزاحم والانتظار، وقريباً جداً سيصبح لدينا 18 فريقاً تتنافس على البطولات ان أردنا ان نواكب عالم الاحتراف الحقيقي والمنظم، وان أردنا ان نواكب العالم المتطور في عالم كرة القدم. اليوم أصبحنا مجبرين على الكشف على الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات والعقاقير الطبية، سواء بقصد او من غير قصد، المهم ان نساير الركب ان رغبنا في التطور والنهوض بوضعنا الرياضي الى المكانة التي نطمح لها. ان الحدث الدائر الآن عن المنشطات والعقاقير الطبية التي يتناولها الإعلام الرياضي، باعتباره حدثاً جديداً وغريباً في وسطنا الرياضي ما كان ليحدث على الأقل في هذا الوقت لولا تطبيقنا للاحتراف، فالمنشطات التي يتناولها اللاعبون فيها من الضرر ما لا يمكن تخيله، لكن باختصار ان الأصل في الرياضة هو تنمية الجسم، من خلال التدريبات والتطبيقات النظرية والعملية، لاكتشاف الرياضي المؤهل الذي يمكن ان تتوافر فيه الموهبة ليتم صقلها، أما تعاطي العقاقير فهو يعطي صورة مزيفة عن الرياضي المراد اكتشافه، ويؤدي الأمر إلى فوز أشخاص او فرق أقل تدريباً بشكل ينعدم فيه تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة، وهذه الأمور قبل الاحتراف وحتى مع بداية الاحتراف لم نكن نسمع عنها الا في ملاعب الدول المتقدمة، ثم سمعنا عنها لدينا قبل سنوات عدة، ثم تطور الأمر لنعرف ان لدينا رياضيين وتحديداً في كرة القدم ظهرت نتائجهم ايجابية، ويقال ان نسبة 18 في المئة من العينات التي أخذت من لاعبين في الأندية المحلية ظهرت ايجابية، لكن اللجنة الطبية ليست معنية بذكر الأسماء لاعتبارات اجتماعية حساسة جداً. ولكي نبني جيلاً قادراً على المنافسة والمواجهة يجب ان تستمر هذه الآلية في تصفية غير الرياضيين او الرياضيين المزيفين من الملاعب الرياضية، وبعيداً عن المكسب والخسارة فإن حماية شباب الوطن من التهور في تعاطي هذه الأدوية والعقاقير من اجل مكسب وقتي هي مسؤولية كل الجهات ذات العلاقة، فمن يتابع البحوث والدراسات في هذا المجال يلحظ انه امام وضع خطر، فإحدى الدراسات تؤكد ان تقريراً أُعد بناء على طلب المدعي العامل تورينو رافائيل جوارينييلو كشف أن لاعبي كرة القدم في إيطاليا اكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد واللوكيميا بسبب زيادة تناول عقار «ستيروييد» والمعروف بهرمونات النمو، هذا عقار واحد فقط. [email protected]