نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر رفيعة في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أنه لا يعتزم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل زيارته واشنطن والقاهرة الشهر المقبل. وأشارت إلى أن نتانياهو سيبت في مسألة لقاء عباس من عدمه بعد لقاءيه المتوقعين مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والمصري حسني مبارك. وشرعت أوساط نتانياهو في الحديث مجدداً عن «غياب شريك فلسطيني» لعملية سلام حقيقية، وادعت أن غالبية الإسرائيليين مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين «لكنها تعتقد أنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني من يمكن تقديم التنازلات له». وربط مراقبون بين النغمة الإسرائيلية القديمة - الجديدة وبين إعلان عباس أول من أمس رفضه اشتراط إسرائيل اعتراف الفلسطينيين بها دولة يهودية. ونقلت الإذاعة عن مسؤول كبير في مكتب نتانياهو تعقيبه على تصريح عباس بالقول إنه من دون اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي لن يكون ممكناً التوصل إلى اتفاق سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً عقبت فيه على تصريحات عباس، اعتبرت فيه أن «الاعتراف بيهودية إسرائيل هو مرحلة مهمة وضرورية في سيرورة المصالحة التاريخية بين إسرائيل والفلسطينيين، وكلما بكّر الفلسطينيون في تذويت هذه الحقيقة الجوهرية والأساسية، فإن السلام بين الشعبين سيتقدم وينضج». واعتبر رئيس طاقم الردود في حزب «ليكود» الحاكم أوفير أكونيس أقوال عباس «دليلاً آخر على أن وجهة الفلسطينيين ليست نحو السلام الحقيقي مع إسرائيل». وأضاف أن «هذه التصريحات تعني أن الفلسطينيين لا يريدون دولتين للشعبين وإنما يريدون دولتين لشعب واحد هو الشعب الفلسطيني»، وكرر أن اعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية هو «شرط أساسي للتقدم في المفاوضات». وبدا وزير الدفاع زعيم حزب «العمل» إيهود باراك متفائلاً لجهة إمكان تحقيق سلام في الشرق الأوسط في غضون ثلاث سنوات. وأعرب عن ثقته بأن رئيس حكومته نتانياهو سيعرض على الأميركيين خلال زيارته للبيت الأبيض في النصف الثاني من الشهر المقبل خطة تقود إلى حل «الدولتين للشعبين». وقال في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» إن نتانياهو وافق في الماضي على اتفاقات أوسلو، «والتسوية مع الفلسطينيين ستكون بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل». وقدّر أنه خلال زيارة نتانياهو لواشنطن «سيتوجب على إسرائيل إيجاد معادلة لسبل التقدم في العملية السياسية، وهذه المعادلة لن تخترع ثلاث دول لثمانية شعوب». وزاد أنه يلمس أن لدى نتانياهو الاستعداد الأساسي لمواجهة حقيقية مع مجمل المشاكل، «ولديه تفهم عميق للحاجة إلى مواجهة الموضوع السياسي ولاستحالة إبقاء الوضع في حال شلل، لأنه إذا غرقنا في الشلل، فسنجد العالم يفقد اهتمامه بهذا الصراع أو أن يتبنى صيغة أسوأ ويقبل بحل دولة واحدة للشعبين... وهذا بالنسبة إلينا خطر حقيقي». في غضون ذلك، اعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية نية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تليين شروطها للاعتراف بحركة «حماس» أمراً «مخيباً للأمل ومثيراً للقلق، لأن أي خطوة من شأنها تقوية حماس ستبعد السلام». وقالت إن إسرائيل فوجئت بما جاء في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن هذا الموضوع. وأفادت صحيفة «هآرتس» أن مسؤولين في الحكومة ما زالوا يستوضحون نيات الإدارة الأميركية الكامنة وراء هذه الخطوة، وأن رسائل أولية تم نقلها من واشنطن إلى إسرائيل تفيد بأن الحديث لا يدور عن تغيير في السياسة وإنما تغيير في اللهجة المستخدمة تجاه حكومة الوحدة الفلسطينية. وقالت إن نتانياهو يعتزم طرح الموضوع خلال زيارته القريبة إلى واشنطن ولقاءاته مع الرئيس أوباما ومسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس.