حزام ناسف، وشاب في عقده الثاني، ومسجد مزدحم، هي الطريقة الرائجة الآن لعمليات التفجير والإرهاب التي تقصدها الجماعات المتطرفة. وعلى رغم أنهم أوضحوا في بادئ الأمر اهتمامهم بسيد أيام المسلمين وهو الجمعة. إلا أن آخر عمليتين أظهرتا تحولاً في توجهاتهم، فتفجير مسجد الطوارئ في عسير، كان يوم خميس، وأمس (الإثنين)، نفذوا عمليتهم في مسجد المشهد بمنطقة نجران. وبدأت الأعين تتجه مباشرة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي عُرف بهذه المكونات في عمليات التفجير، فخلال الأشهر الستة الماضية تبنّى تفجير أربع دور عبادة لمسلمين في منطقة الخليج العربي، كان أولها تفجير مسجد علي بن أبي طالب في بلدة القديح (محافظة القطيف، شرق السعودية)، وهو تفجير انتحاري وقع في 22 أيار (مايو) الماضي، وذلك أثناء أداء صلاة الجمعة، وتبنَّى «داعش» هذا التفجير، الذي نتج منه سقوط 23 قتيلاً من ضمنهم منفذ العملية، و102 جريح. وكشفت وزارة الداخلية السعودية عن هوية الانتحاري، وهو صالح عبدالرحمن القشعمي، الذي كان يخفي حزاماً ناسفاً تحت ملابسه. وأوضح عدد من الجرحى أن التفجير حدث أثناء الركعة الثانية. وكان الانتحاري يقف في الصف ما قبل الأخير. ولم يمض أسبوع على التفجير، استهدفت «داعش» مسجد الحسين بن علي في حي العنود بمدينة الدمام أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة في الجامع، إذ تنكر أحد الأشخاص بزي نسائي (سمته «داعش» أبو جندل الجزراوي)، لمحاولة الدخول إلى قسم النساء، وعندما وجد أنه مغلق، حاول الدخول إلى مصلى الرجال، ما أثار الريبة والشك حوله، ما دفع مصلين متطوعين لحماية المسجد إلى إيقافه ومحاولة تفتيشه، وبعد اكتشاف أمره، فجّر نفسه خارج المسجد، ما أسفر عن مقتله وأربعة آخرين من المصلين، وإصابة أربعة أشخاص بإصابات غير مهددة للحياة. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم. وفي التاسع من شهر رمضان الماضي، أُستهدف مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر في دولة الكويت، بتفجير انتحاري أثناء أداء صلاة الجمعة، إذ دخل الانتحاري فهد القباع، المسجد أثناء صلاة الجمعة، وذهب إلى الصفوف الأخيرة من الجناح الأيمن، وفجّر الحزام الناسف الذي كان يرتديه حول بطنه، متسبباً في مقتل ثمانية أشخاص على الأقل مباشرة بعد التفجير الذي تسبب في دمار كبير في المسجد. وقدّر النائب في مجلس الأمة الكويتي خليل الصالح، الذي كان موجوداً في المسجد حينها، عدد المصلين بنحو الألفين، موضحاً أن التفجير كان «شديداً جداً»، إذ دمّر السقف والجدران. وتبنّى تنظيم «داعش» العملية. واختار هذا المسجد لكبر حجمه، وكثرة عدد المصلين فيه. ووصل العدد النهائي للقتلى جراء الحادثة إلى 27 قتيلاً، جلهم من الكويتيين، إضافة إلى ثلاثة إيرانيين، وهنديَيْن، وسعودي، وباكستاني، وواحد غير محدد الجنسية (بدون). وجُرح في الحادثة 227 شخصاً، بقي منهم في المستشفيات نحو 40 حتى 28 حزيران (يونيو) الماضي، فيما أُرسل ثمانية من الضحايا إلى الدفن في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف بأوامر أميريَّة عبر طائرة حكوميًّة. وفي يوم الخميس 21 من شهر شوال الموافق 6 آب (أغسطس) الماضي، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن تفجير وقع في مسجد قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير، نجم عنه مقتل 15 مصلياً. وقال التنظيم في بيان تم تناقل صورته: «إن المنفذ يدعى أبو سنان النجدي». وبعد مرور يوم على الحادثة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية هوية منفذ التفجير، وهو يوسف سليمان عبدالله السليمان، سعودي الجنسية، من مواليد 1415ه. كما أعلنت عن وفاة 11 رجل أمن، إضافة إلى أربعة عمال صيانة من الجنسية البنغلاديشية، كانوا موجودين في المسجد لحظة التفجير.